لأكثر من عشرة قرون، ظل ميناء العقير التاريخي شامخاً على شواطئ الخليج العربي، عندما قامت #الدولة_العثمانية ببنائه عام 960 ميلادي، إبان حكمها لمنطقة الخليج العربي، ويقع في محافظة الأحساء، شرق السعودية، ويعتبر أقدم ميناء بحري في تاريخ المملكة العربية السعودية، كما كان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء حتى عهد قريب. وأطلق على تسميته العقير أو العجير كما يسميه أهالي #الأحساء، نسبة إلى قبيلة أجاروا أو عجيروا التي سكنت المنطقة في الألف الأول قبل الميلاد، بحسب ما أوردته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. الملك عبدالعزيز في العقير أول ميناء بحري في السعودية وكان الميناء مهماً في عهد الدولة العثمانية، واستمر في الدولة #السعودية حتى استغني عنه ونقل إلى ميناء الدمام. واهتم الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود بميناء العقير، لكونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الناشئة، ولكونه الميناء الرئيس في شرقي البلاد، فقد شهد ميناء العقير أحداثاً سياسية واقتصادية في عهد الملك عبد العزيز، إذ استخدمه مقرّاً لمقابلة الموفدين البريطانيين، واتخذه مقرّاً للمفاوضات مع الحكومة البريطانية، وشهد الميناء توقيع #الملك_عبدالعزيز معاهدة مع "كوكس" التي تعترف فيها بريطانيا بحكم الملك عبدالعزيز للأحساء. صورة تاريخية للقوافل القادمة للعقير ففي عام 1922 اجتمع الملك المؤسس عبدالعزيز في العقير مع كل من السير بيرسي كوكس والميجور مور المعتمد السياسي البريطاني في الكويت، ووزير المواصلات والأشغال العراقي صبيح بك ممثلاً عن العراق، انصب النقاش حول ترسيم حدود نجد مع العراق، والتي استمرت خمسة أيام، وفي اليوم السادس من اللقاءات رسم بيرسي كوكس بالخط الأحمر الحدود على خريطة اعتمدت من قبل الأطراف الثلاثة، وتقرر بناءً عليها إنشاء منطقتين محايدتين الأولى بين الكويت والسعودية والثانية بين العراق والسعودية. وكان قبل اكتشاف البترول في السعودية هو الميناء الرئيسي للمنطقة الشرقية وجنوب ووسط نجد، ولا تزال بعض الآثار موجودة إلى الآن، وأصبح معلما أثرياً، وكان ميناء العقير أهم وسيلة اعتمد عليها الحكام العثمانيون في الاتصال بالسلطة المركزية، لذا فقد أولوه المزيد من العناية والاهتمام. وقام الملك عبدالعزيز بتطوير الميناء، فأُنشئت الجمارك والجوازات والفرضة ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج بوزهمول. وأصبح العقير شريان الحياة لوسط الجزيرة العربية وشرقها، إذ كانت البضائع والأغذية وغيرها ترد إلى قلب #الجزيرة_العربية والعاصمة الرياض عبر هذا الميناء المهم، وشهد هذا الميناء في عهد الملك عبدالعزيز تنظيمات عديدة لضمان استمراره في أداء دوره الاقتصادي في البلاد. أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم قال لـ"العربية.نت"، إن العقير تعتبر بوابة نجد البحرية ومعبر الاستيطان في المنطقة، وقد استمر أثره السياسي والتجاري والعسكري والفكري واضحاً في الأدوار السياسية التي تعاقبت على الساحل الشرقي للجزيرة العربية، إذ يعود عمق أقدم تبادل تجاري عبر العقير والبلاد المجاورة لها إلى العصر الحجري، وقد تبين من فحص الأدوات الحجرية التي عثر عليها في هجر، أنها تتكون من أحجار لا توجد أصلاً في مكونات سطحها، مثل الأحجار البركانية وأحجار الكوارتز وأنواع أخرى من الأحجار المختلفة، وإنما استوردت من المناطق الغربية بالجزيرة العربية بعد أن تم فحصها من قبل علماء #الآثار. وأضاف "ونظير أهمية الموقع التراثي والتاريخي، قامت أمانة الأحساء بعمل مشاريع تطوير مجاورة للموقع لتحويله إلى شاطئ سياحي يرتاده آلاف الزوار يومياً، وتأمين كافة الخدمات اللازمة فيه من المسطحات الخضراء والمظلات، إضافة إلى عمل مشروع المسرح الرماني والبحيرات السبع وبناء خطط استثمارية على الشاطئ". المصور الفوتوغرافي عبدالعزيز البقشي، وثق محتويات آثار ميناء العقير والمباني المجاورة، في جملة مشاهد احترافية، تتضح من خلالها جماليات تاريخ الميناء، والكنز التراثي الذي يحويه. أول ميناء بحري في السعودية
مشاركة :