دمشق - وكالات - فيما تواصل هجومها الوحشي على الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث حصدت غارات جوية، أمس، عشرات القتلى في دوما وعربين، تلقت قوات النظام السوري ضربة كبيرة من تنظيم «داعش» الذي باغتها بهجوم جنوب العاصمة، أودى بنحو 36 على الأقل من عناصرها.تزامن ذلك مع تطور بارز في ظل تقارير عن إرسال القوات الأميركية تعزيزات إلى دير الزور شرق سورية، حيث تخوض «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) معارك ضد «داعش»، وذلك رغم التحذير الروسي من احتمال توجيه واشنطن ضربة للنظام السوري.ونقلت قناة «الجزيرة» الفضائية عن مصدر وصفته بالخاص قوله إن القوات الأميركية أرسلت تعزيزات إلى مواقع حساسة في ريف دير الزور الشرقي، شملت صواريخ وآليات عسكرية وجسوراً حربية، حيث تمركزت في حقل الغاز «كونيكو» وحقلي العمر النفطي والجفرة.ووصف المصدر هذه التعزيزات بأنها الأولى من نوعها التي تصل دير الزور، حيث تخوض قوات «قسد» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، معارك مع تنظيم «داعش» في أقصى شرق المحافظة بالقرب من الحدود مع العراق.ويأتي إرسال التعزيزات الأميركية تزامناً مع تصاعد الحديث عن احتمال توجيه الولايات المتحدة، وربما معها بريطانيا وفرنسا، ضربات إلى مواقع للنظام السوري قرب دمشق، على خلفية الهجمات بغاز الكلور على الغوطة الشرقية في الأسابيع القليلة الماضية.من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن تنفيذ طائرات حربية أمس وليل أول من أمس عشرات الغارات الجوية على مدينة دوما ما أدى إلى سقوط 51 قتيلاً على الأقل، تزامناً مع استهداف قوات النظام بلدة عين ترما بقصف صاروخي مكثف.وأفاد مراسل وكالة «فرانس برس» في دوما أن القصف لم يتوقف على المدينة طيلة ساعات الليل وتواصل أمس، مشيراً إلى أن سيارات الاسعاف تواجه صعوبة في التنقل جراء القصف الكثيف. وتسبب القصف باندلاع حرائق لم يتمكن الدفاع المدني من إخمادها، خشية من استهداف آلياته من قبل الطيران.وحسب المرصد، تدور اشتباكات بين مقاتلي فصيل «جيش الإسلام» وقوات النظام في محيط دوما من جهة مسرابا، تترافق مع قصف متبادل.وتزامن القصف الوحشي على دوما مع ارتفاع حصيلة قتلى الغارات مساء اول من امس وبعد منتصف الليل على مدينة عربين لتصل الى 31 قتيلاً بينهم 20 مدنياً، هم 16 طفلاً و4 نساء، قضوا في غارة يرجح أنها روسية استهدفت قبو مدرسة كانوا يحتمون فيها، وفق المرصد.وجاء تصعيد القصف على دوما إثر شن «جيش الإسلام» هجمات على مواقع قوات النظام على أطراف المدينة، انضم إليها «فيلق الرحمن».ومنذ بدء التصعيد في الغوطة الشرقية في 18 فبراير الماضي، قتل نحو 1500 مدني بينهم نحو 300 طفل، وفق المرصد.وأمس، أكد وزير الدفاع الروسية سيرغي شويغو أن قوات النظام سيطرت على أكثر من 65 في المئة من أراضي الغوطة الشرقية، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارته أن العدد الإجمالي للمدنيين الذين تم إجلاؤهم من المنطقة منذ الخميس الماضي، ارتفع إلى نحو 79 ألفاً و700 شخص معظمهم أطفال.وعلى جبهة أخرى في جنوب دمشق، أفاد المرصد عن مقتل 36 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات عنيفة ليل أول من أمس في حي القدم، اثر هجوم مباغت شنه تنظيم «داعش»، تمكن بموجبه من السيطرة على الحي.وأشار المرصد إلى وجود العشرات من الجنود الجرحى والمفقودين.وفي حين لم ينشر الإعلام الرسمي أنباء عن الهجوم، استقدمت قوات النظام، أمس، تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لاستعادة السيطرة على الحي.ويحتفظ «داعش» بسيطرته على بضعة أحياء في جنوب دمشق، وكان له تواجد محدود في هذا الحي قبل أن تتمكن قوات النظام من السيطرة عليه منتصف الأسبوع الماضي، إثر إجلاء مئات المقاتلين من «هيئة تحرير الشام» وفصيل «أجناد الشام» منه الى شمال البلاد.في شمال سورية، وبعد يومين من سيطرة القوات التركية وفصائل موالية لها على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، انتشر عناصر من الشرطة العسكرية التركية في المدينة، على خلفية قيام مقاتلين بعمليات نهب المحال والمنازل، وفق ما أفاد المرصد الذي أشار الى «فوضى عارمة» في المدينة.على خط مواز، تحاول أعداد خجولة من المدنيين العودة الى منازلهم ومحالهم وأرزاقهم في عفرين التي تبدو شبه خالية من سكانها، بعد أن فرّ منها أكثر من 250 ألف مدني.وأوضح المرصد، أمس، أن المقاتلين الأكراد يحاولون، بعد انسحابهم من المدينة أمام قوة النيران التركية، التحصن في المواقع المجاورة وتفعيل «الخلايا النائمة».وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن استهداف إحدى هذه الخلايا «آلية عسكرية تركية الأحد وسيارة تابعة للأتراك الإثنين بصاروخ مضاد للدروع ما أدى الى مقتل مقاتلين اثنين من الفصائل الموالية لأنقرة».ويتفوق المقاتلون الأكراد رغم «امكانياتهم الضعيفة»، حسب المرصد، على القوات التركية والمقاتلين السوريين بمعرفتهم الواسعة بطبيعة المنطقة الجغرافية في عفرين.في غضون ذلك، دعت الأمم المتحدة إلى وصول المساعدات الإنسانية بالكامل للمدنيين داخل الغوطة الشرقية وخارجها، وللنازحين من عفرين.وذكرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن ما يقدر بنحو 104 آلاف شخص تشردوا بسبب القتال داخل وحول مدينة عفرين، كما تقطعت السبل بنحو عشرة آلاف في مواقع قريبة وهم يحاولون العبور إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية.وقالت الناطقة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ماريكسي ميركادو إن النساء والأطفال يشكلون نحو 70 في المئة من بين 50 ألفاً فروا من الغوطة الشرقية وإن أطفالاً كثيرين مصابون بالإسهال وأمراض تنفسية يمكن أن تفضي للموت. وبشأن عفرين، أوضحت أن ما يقدر بنحو مئة ألف شخص ما زالوا داخلها، نصفهم أطفال، يحتاجون للمساعدة. مصر تدين «احتلال» تركيا مدينة عفرين عواصم - وكالات - دانت مصر «الاحتلال التركي» لمدينة عفرين السورية وما نجم عن العمليات العسكرية التركية بها من انتهاكات في حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر انسانية جسيمة.وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مساء أول من أمس، أن «الانتهاكات المستمرة للسيادة السورية غير مقبولة وتزيد من تعقيد المشهد السياسي باعتبارها تقوض من جهود التسوية السياسية القائمة وتؤدي الى تفاقم الأزمة الانسانية في سورية».في المقابل، رفضت الخارجية التركية الموقف المصري، واعتبرت أن ادعاءات انتهاك حقوق المدنيين وتعميق الأزمة الانسانية في سورية «عارية عن الصحة».كما انتقدت أيضاً موقف واشنطن واتهمتها بعدم إدراك أسباب عملية «غصن الزيتون» وأهدافها، في إشارة إلى الاسم الذي أطلقته أنقرة على العملية لطرد المقاتلين الأكراد من عفرين. وكانت الولايات المتحدة أعربت عن «قلقها البالغ» حيال تداعيات العملية التركية في عفرين.وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية هيذر ناورت «يبدو أن غالبية سكان المدينة ومعظمهم أكراد فروا تحت تهديد هجمات قوات الجيش التركي... نحن أيضاً قلقون حيال معلومات عن عمليات نهب داخل مدينة عفرين». «من دون حل سياسي سيعود داعش» دي ميستورا: سورية تتجه نحو تقسيم كارثي جنيف - رويترز - حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا من أن سورية تتجه نحو تقسيم كارثي وقد تشهد عودة تنظيم «داعش»، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية لا تقصي أحدا.وقال في كلمة بمعهد الدراسات العليا في جنيف «الحقيقة هي أن التقسيم الهادئ والطويل المدى لسورية، الذي نشهده في اللحظة الراهنة في مناطق سيطرة مختلفة، سيكون كارثة ليس فقط على سورية بل على المنطقة بأكملها».وأضاف «من دون حل سياسي لا يقصي أحدا، بما يشمل من تم استبعادهم، وتحديدا الغالبية السنة، سيعود (تنظيم) داعش».
مشاركة :