دمشق - وكالات - أسفرت معارك عنيفة بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» في محافظة الرقة الواقعة شمال سورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة عن مقتل 64 عنصراً من الطرفين. وتأتي المواجهات فيما يسعى الجيش السوري للتقدم في محافظة الرقة للوصول الى دير الزور المجاورة، آخر محافظة تقع تحت سيطرة التنظيم المتطرف في سورية. وأدت المعارك المستعرة منذ اول من امس الى مقتل 38 من التنظيم و26 عنصرا من القوات النظامية، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وتصل بذلك حصيلة قتلى الطرفين الى 145 عنصرا خلال ستة ايام من المعارك الجارية في قرى تقع على ضفاف نهر الفرات في شرق محافظة الرقة والقريبة من محافظة دير الزور (شرق). وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن «أن النظام يريد تأمين قاعدته الخلفية في محافظة الرقة من أجل التقدم نحو دير الزور». وتمكنت القوات النظامية والموالية لها، الشهر الجاري، من الوصول الى أطراف مدينة معدان، آخر معاقل التنظيم في ريف الرقة الشرقي والمتاخمة لدير الزور، إلا أن التنظيم قام بهجوم معاكس وتمكن من إعادتهم وما تزال المعارك مستمرة منذ ذلك الحين. ويخوض الجيش السوري بدعم روسي عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن لطرد «داعش» من مدينة الرقة. في موازاة ذلك، أعلن مصدر عسكري سوري، أمس، أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على خمسة مخافر جديدة على الحدود مع الأردن بعد القضاء على عدد من المقاتلين. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن المصدر قوله إن وحدات من الجيش نفذت عمليات على نقاط تحصن المقاتلين استعادت خلالها السيطرة على خمسة مخافر حدودية بريف دمشق الجنوبي الشرقي على الحدود السورية - الاردنية. وأشار إلى أن عملية السيطرة تمت بعد القضاء على عدد من المسلحين واصابة آخرين وضبط عدد من المدافع في حين لاذ الباقون بالفرار باتجاه عمق البادية شرقاً. وكانت وحدات من الجيش سيطرت في العاشر من أغسطس الجاري على المخافر المنتشرة على الحدود مع الاردن بطول اكثر من 30 كيلومترا بريف السويداء الشرقي. في سياق متصل، عبر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في كندا عن آماله في أن يتسع وقف إطلاق النار السائد في جنوب سورية ليشمل أجزاء أخرى في البلاد، ما يؤدي بالنهاية لاتفاق سلام. وقال عبدالله الثاني في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ليل أول من أمس، «في سورية، نأمل أن يتم تطبيق تجربة وقف إطلاق النار بجنوب غربي البلاد في مناطق أخرى، تمهيداً لحل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية ويحقن دماء السوريين». وفي نهاية زيارة الملك التي استمرت يومين، أعلن ترودو تخصيص 45,3 مليون دولار كندي (نحو 36,2 مليون دولار) لدعم اللاجئين السوريين في الأردن، إلى جانب التنمية الاقتصادية، وتمكين المرأة في المملكة. من جهة أخرى، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، أمس، إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مصير آلاف المفقودين وتحديد اماكن المقابر الجماعية في سورية. وذكرت المنظمة في بيان أنه «لا بد على الفور من إنشاء مؤسسة تكلف التحقيق في مصير وأماكن وجود المفقودين، والوصول الى رفات المجهولين والمقابر الجماعية في سورية». وتأتي دعوة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي الذي خصصته الامم المتحدة لضحايا الاختفاء القسري في 30 أغسطس. وأشارت المنظمة الى ان «لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول سورية كشفت تفشي استخدام الحكومة السورية للاخفاء القسري ما قد يرقى الى جرائم ضد الانسانية». وترى المنظمة أن على الداعمين الدوليين للعملية السياسية ضمان إنشاء هذه اللجنة وإلزام الاطراف الذين يساندوها الكشف عن مصير المفقودين.
مشاركة :