واشنطن - سلّط الحادث الذي تسببت فيه سيارة ذاتية القيادة في الولايات المتحدة الضوء على التحديات المحتملة التي تنتظر التكنولوجيا الواعدة، بينما تواجه تلك السيارات مواقف واقعية تشمل أشخاصا حقيقيين. وتصاعدت التحذيرات في أوساط قطاع السيارات الذكية من الأخطاء التي ترتكبها المركبات ذاتية القيادة بعد أن تسببت سيارة أوبر من دون سائق في دهس ومقتل أحد المشاة، في حادث ليس الأول من نوعه. وقررت أوبر وقف برنامج المركبات ذاتية القيادة في أربع مدن أميركية، وهي تمب وسان فرانسيسكو وبتسبرغ وتورونتو بعد مقتل امرأة أثناء محاولتها قطع الشارع في ولاية أريزونا الأميركية. ومع أن السيارات ذاتية القيادة تسببت بحوادث من قبل، إلا أنها المرة الأولى التي تتسبب بموت شخص. وقال مدير الشركة دارا خوسروشاهي في تغريدة على حسابه في موقع تويتر إن “موت المرأة كان خبرا حزينا جدا ونحن نفكر في عائلة الضحية، ونتعاون مع الشرطة المحلية لفهم ما حدث”. وجاء الحادث بعد عام واحد من سحب شركة أوبر سياراتها من الطرقات في الولايات المتحدة بعد أن انقلبت سيارة من طراز فولفو في ولاية أريزونا. وقال أنتوني فوكس الذي عمل وزيرا للمواصلات في عهد الرئيس باراك أوباما إن “الحادث هو تنبيه لقطاع السيارات ذاتية القيادة بأن يعاملوا مسألة السلامة بأولوية قصوى”. وكانت الشركة الأميركية قد أعلنت في وقت سابق العام الماضي أنها ستسمح لعملائها للمرة الأولى باستخدام سياراتها ذاتية القيادة بحلول نهاية شهر أغسطس المقبل بعد أن أكملت كافة الفحوصات اللازمة على مركباتها في عام 2016. وعندما دشنت أوبر برنامجها التجريبي في بيتسبرغ في ذلك العام قالت إن “السيارات ذاتية القيادة تتطلب تدخلا بشريا في حالات عدة منها سوء الأحوال الجوية”. ودعت منظمة حماية المستهلك الأميركية، السلطات إلى تطبيق قوانين صارمة على السيارات ذاتية القيادة، كما طالبت بسحب السيارات ذاتية القيادة من الطرقات. وتعتبر أوبر من بين العشرات من الشركات التي تتسابق للسيطرة على السوق الناشئة للسيارات ذاتية القيادة وتقوم بإجراء اختبارات لها عبر أميركا الشمالية. ولدى انتهاء شركات مثل أوبر وألفابت وجنرال موتورز من تطوير ما تعرف بالسيارات الآلية، فمن المتوقع أن تخفض تلك المركبات الوفيات الناجمة عن المركبات إلى حد بعيد.
مشاركة :