رانغون (أ ف ب) - استقال الرئيس البورمي هتين كياو (71 عاما) المقرب من الزعيمة اونغ سان سو تشي الاربعاء من منصبه بمفعول فوري بعد عامين تقريبا على توليه مهامه، ليتركها وحيدة في مواجهة انتقادات دولية بسبب ازمة اقلية الروهينغا المسلمة. وكان هتين المثقف وصديق الدراسة لاونغ سان سو تشي، أول مدني يتولى في نيسان/ابريل 2016 هذا المنصب في البلاد منذ عقود. وأمضى العامين الماضيين في ظل زعيمة المعارضة السابقة التي كلفته بالمنصب اذ لا يمكنها ان تشغله بموجب دستور البلاد الذي وضعه المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد. وكان دوره فخريا إذ كانت اونغ سان سو تشي هي التي بيدها القرارات في إدارته المدنية في اطار المنصب الذي اختارته لنفسها هو "مستشارة الدولة". ومع ذلك كان هتين هو رئيس الدولة والحليف القوي داخليا لأونغ سان سو تشي في حزبها. وسيتولى نائب الرئيس مينت سوي، الجنرال المتقاعد المقرب من زعيم المجلس العسكري السابق ثان شوي، الرئاسة مؤقتا الى حين تعيين رئيس جديد وذلك بحسب ما ينص عليه الدستور. ويقول مراقبون ان ذلك سيثير قلق البعض داخل حزب الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية الحاكم والذي تتزعمه اونغ سان سو تشي، لانه من الناحية النظرية فإنه يمكن اتخاذ قرارات أو تعطيلها خلال هذه الفترة. وشاعت توقعات على مدى اشهر حول صحة هيتن كياو (72 عاما) الذي فقد وزناً خلال الفترة الاخيرة وعانى من مشاكل في القلب في الماضي. وجاء في بيان على صفحة الرئيس الرسمية على فيسبوك ان "رئيس بورما هتين كياو استقال في 21 اذار/مارس". ولم يكشف مكتبه الاربعاء عن اية تفاصيل عن اسباب استقالته، واكتفى بالقول انه "سيستريح من مهامه الحالية". وأضاف انه سيتم اختيار رئيس جديد "خلال سبعة ايام عمل". وعقب الاعلان عن الاستقالة استقال رئيس مجلس النواب وين مينت حليف اونغ سان سو تشي من منصبه، لتحسين فرصه بتولي الرئاسة. وقال ريتشارد هورسي المحلل المستقل ان ونغ سان سو تشي "ستختار شخصا تثق فيه تماما لتولي الرئاسة". واضاف "هذه الثقة هي اساس بقاءها صاحبة السلطة في بورما. فبموجب الدستور ليس لها أية سلطات. وأي سلطة تأتي من علاقتها مع الرئيس". - صديق الدراسة الوفي - حظي هتين كياو، اول رئيس مدني للبلاد منذ 1962، بالاحترام الواسع، وكان صديقاً وفياً لأونغ سان سو تشي التي قالت انها ستحكم من خلاله عند انتخابه في 2016. وقد وقف هتين الى جانبها بقوة بعد اهتزاز سمعتها على الساحة الدولية بسبب صمتها ازاء ما يحدث لأقلية الروهينغا المضطهدة في البلاد. وتتهم الامم المتحدة بورما بممارسة تطهير عرقي بحق أقلية الروهينغا المسلمة في غرب البلاد والذين لجأ نحو 700 الف منهم الى بنغلادش هربا من حملة عسكرية للجيش. ويقول الجيش أن هذه الحملة هي رد مشروع على هجمات مسلحي الروهينغا ضد مواقع الشرطة في اب/اغسطس الماضي. والادارة المدنية هو ترتيب مؤقت لتقاسم السلطة بحيث يحتفظ الجيش بسلطة سياسية واقتصادية كبيرة جدا. ويسيطر الجيش على ثلاث وزارات رئيسية هي وزارة الداخلية والحدود والدفاع، ما يمنحه القدرة على شن اية عمليات عسكرية يريدها. كما أنه يمتلك ربع مقاعد الدستور المخصصة للضباط، ما يمنح الجيش الحق الفعلي للتصويت بالاعتراض على أي تغيير دستوري. ويقول المدافعون عن اونغ سان سو تشي ان الجيش يقيدها، الا ان الناقدين قالوا انه كان يتعين عليها التعبير عن اعتراضها على الفظائع التي يتردد ان الجيش ارتكبها خاصة في ولاية الراخين. ولكن على الساحة الداخلية لا تزال اونغ سان سو تشي تتمتع بدعم شعبي بعد عامين من الحكم، الا ان حزبها لم يحقق التوقعات باحداث تنمية سريعة ونمو اقتصادي، فيما القت ازمة الراخين بظلالها على سمعة البلاد على الساحة الدولية. هتين كياو هو ابن شاعر مرموق. وقد ساعد في ادارة منظمة اونغ سان سو تشي الخيرية قبل ان يتولى الرئاسة. وبحسب سيرته الذاتية الرسمية، فقد درس في معهد علوم الكمبيوتر التابع لجامعة لندن من 1971 إلى 1972. وخلال حياته المهنية عمل في العديد من المجالات من بينها استاذ جامعي، وتولى مناصب في وزارة المالية والتخطيط القومي ووزارة الخارجية في اواخر السبعينيات والثمانينات قبل ان يتقاعد من الخدمة الحكومية مع تشديد الجيش قبضته على السلطة. ريتشارد سارجنت © 2018 AFP
مشاركة :