اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الفيلم الكرتوني الذي ظهرت فيه قوات سعودية تحتل إيران، يؤكد أن قادة المملكة «يعيشون في عالم افتراضي»، ويعبر عن حلم قادتها في احتلال طهران لكن عبر «سي.جي.أي». ورأت الصحيفة -في تقرير كتبه الكاتب ديفيد كيرباتريك- أن حرب السعودية مع إيران أصبحت كرتونية الآن، مشيراً إلى شريط أصدرته مجموعة قريبة من الحكومة السعودية، يكشف عن ترسانة السعودية، وهي تقوم باحتلال عدوتها الإقليمية إيران.وانتشر أواخر 2017 فيديو «انيميشن» يحمل اسم «قوات الردع السعودي»، وظهر فيه قادة السعودية وهم جالسون في غرفة قيادة في الرياض، ويقومون بتوجيه القوات السعودية الغازية، وإصدار الأوامر لنظامه الصاروخي ليحطم مواقع إيرانية، وفي نهايته يتم اعتقال قائد لواء القدس الجنرال قاسم سليماني، الذي يبدو مرتجفاً ومستسلماً، وبعدها يحتفل سكان طهران بالاحتلال السعودي، حسبما جاء في الفيديو. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في السفارة السعودية في واشنطن، قوله إن الحكومة لا علاقة لها به. وقالت «نيويورك تايمز» إن خبراء ومراقبين قالوا إن الفيلم الكرتوني يكشف عن معرفة داخلية بتفاصيل السلاحين السعودي والإيراني، لافتاً إلى أن الفيلم ظهر باللغتين العربية والإنجليزية، مع ترجمات باللغات العبرية والفارسية والروسية والتركية والماندرين ولغات أخرى، ما يعني أن الفريق المنتج للفيلم حصل على مساعدة فريق من اللغويين والمترجمين. وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل إعلام سعودية مرتبطة بالديوان الملكي -مثل صحيفة الرياض، وموقع السبق- وصفت الفيلم مباشرة بأنه يصور حقيقة القوات السعودية المسلحة، معتبرة أن الصحف السعودية لم تكن لتروج له دون تصريح من الديوان السعودي. ونقلت الصحيفة عن بروس ريدل -محلل سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية «سي.آي.أيه» - قوله: «هذا يمثل كيف ترى السعودية نفسها أو تريد النظر إليها.. ويشير إلى أن جزءاً من (قادة السعودية) يعيشون في الخيال، ولو كانوا يؤمنون حقيقة بهذا فنحن على طريق قد يكون مدمراً». ويعتقد باحثون أن أحد المقربين من قادة السعودية ربما كلف فريقاً بإعداد الفيلم لهم، بهدف التملق تجاههم. وكشفت «نيويورك تايمز» أن قادة السعودية الجدد من المعجبين بأفلام الكرتون وألعاب الفيديو، حيث قاموا بتأسيس مؤسسة خاصة باسم: «مانجا» لإنتاج أفلام كرتونية على الطريقة اليابانية عن السعودية وثقافتها، وتم تعيين الشخصية السعودية المعروفة باسم «دليم» مديراً لمركز الدراسات وشؤون المعلومات، الذي يقوم بشن حملات تشويه ضد المنافسين الإقليميين للمملكة. ونقلت الصحيفة أيضاً عن الكاتب السعودي جمال خاشقجي -الذي كان حتى سنوات قليلة صحافياً بارزاً في صحيفة سعودية رسمية- قوله إن سعود القحطاني المشهور بـ «دليم»: «يعيش في عالم افتراضي»، ويقود «جيشاً من الذباب الإلكتروني». وأضاف خاشقجي: «إنهم يقومون بخلق عالم افتراضي تظهر فيه السعودية قوة عظمى، وأن قادتها أكثر الزعماء شعبية، وبالطبع هذا كله بموافقة منهم». وبحسب التقرير، فإن الشريط يظهر وصفاً دقيقاً للترسانة العسكرية السعودية، باستثناء مثالين، «فالدبابات التي قدمت على أنها (أبرامز أم 1 أس) بدت كأنها نسخة قديمة عن دبابة (باتون أم 60)، ولا تملك السعودية السفن لتنقلها إلى إيران». وأنهت «نيويورك تايمز» تقريرها بقول الباحث البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن دوغلاس باري: «لدى السعوديين قدرات برمائية محدودة، لا يملكون القدرات الواسعة لشن عمليات برمائية كبيرة».;
مشاركة :