لاجوس - (أ ف ب): أعلنت الحكومة النيجيرية أمس الاربعاء أن عناصر من جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة التي خطفت 110 تلميذات في بلدة دابشي قبل أكثر من شهر، أعادوا 76 منهن إلى البلدة الواقعة في شمال شرق نيجيريا. وقال وزير الاعلام لاي محمد أن الإفراج عنهن كان «غير مشروط» وجاء نتيجة «جهود قنوات خلفية» بمساعدة «بعض اصدقاء البلاد» من دون ان يضيف اي تفاصيل. وقال وزير الاعلام أن «الشابات الـ76 هن اللواتي تم تسجيلهن حتى الآن» موضحًا أنه تم الافراج عنهن حوالي الساعة 3.00 (02.00 بتوقيت جرينتش). وكان الرئيس النيجيري محمد بخاري صرح الاسبوع الماضي بأن الحكومة «اختارت التفاوض» وليس اللجوء إلى القوة العسكرية لضمان عودة فتيات دابشي. وقال وزير الاعلام «لتحقيق الافراج عنهن، كانت الحكومة مدركة تماما بأن العنف والمواجهة ليسا الحل فذلك يمكن أن يعرض أرواح الفتيات للخطر، وبالتالي كان الخيار المفضل هو عدم اللجوء إلى العنف». وأضاف: «خلال فترة إعادة الفتيات، تم تعليق العمليات في بعض المناطق لضمان المرور الآمن وعدم إزهاق ارواح». وأكدت الرئاسة في بيان منفصل إن الفتيات موجودات لدى وكالة الاستخبارات الوطنية. أعادت حادثة الخطف في دابشي في 19 فبراير إلى الأذهان حادثة مماثلة وقعت في شيبوك في ابريل 2014 عندما خطفت أكثر من مئتي فتاة. وقالت التلميذة عايشة الحاجي ديري (16 عاما), التي كانت بين المخطوفات، للصحافيين إن الشابات لم يتعرضن لسوء معاملة خلال فترة احتجازهن. لكنها اضافت: «لدى اختطافنا توفيت خمس تلميذات منا في الطريق». وتابعت: «أعادونا صباح اليوم، وأنزلونا أمام محطة الحافلات وطلبوا منا الذهاب إلى منازلنا وعدم التوجه إلى الجيش لأنهم سيقولون إنهم جاؤوا لإنقاذنا». وكان عدد من الأهالي ابلغوا وكالة فرانس برس بأن الفتيات أعدن إلى دابشي على متن تسع آليات حوالي الساعة الثامنة. وتوجهت بعض الفتيات إلى منازلهن في القرى المجاورة. تستخدم بوكو حرام الخطف سلاحا في التمرد الذي تخوضه منذ تسع سنوات تقريبا والذي أدى إلى مقتل 20 ألف شخص على الاقل وتشرد أكثر من مليونين. ولم تعلن الجماعة المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن هجوم دابشي. لكن يعتقد أن فصيلا يتزعمه أبو مصعب البرناوي يقف وراءه. في اغسطس 2015 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية دعمه لأبو مصعب البرناوي زعيما لحركة بوكو حرام مكان أبو بكر شيكاو الذي نفذ عناصره هجوم شيبوك. ويقول المحللون إن دوافع خطف فتيات دابشي مادية، نظرًا إلى مبالغ الفدية التي دفعتها الحكومة لبوكو حرام مقابل إطلاق سراح عدد من فتيات شيبوك. وقالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء إن الجيش تجاهل تحذيرات متكررة بشأن تحركات مقاتلي بوكو حرام قبل عملية الخطف. ورفض الجيش الاتهامات وقال إنها «باطلة تماما». ووجهت اتهامات مماثلة بشأن الفترة القصيرة التي سبقت خطف فتيات شيبوك الذي جذب انتباه العالم إلى النزاع للمرة الأولى. وأطلقت حادثة الخطف في شيبوك حملة دولية تقدمتها السيدة الأمريكية الاولى السابقة ميشيل أوباما للمطالبة بإطلاق سراحهن. ولم تكن هناك حملة مماثلة لفتيات دابشي.
مشاركة :