أعاد مقاتلو جماعة «بوكو حرام» المتطرفة أكثر من 100 تلميذة خُطفن في دابشي في شمال شرق نيجيريا قبل أكثر من شهر، إلى البلدة، بحسب ما أعلن اثنان من الأهالي اليوم (الأربعاء). وأكد مصدر حكومي كبير في أبوجا والشرطة في ولاية يوبي أيضاً عودة الفتيات عىل رغم عدم التأكد بعد من عددهن. وأعادت حادثة خطفهن في 19 شباط (فبراير) الماضي إلى الأذهان حادثة مماثلة في شيبوك في نيسان (أبريل) 2014 عندما خطفت أكثر من 200 فتاة. وقال بشير مانزو الذي يرأس مجموعة تقدم الدعم للأهالي الذين خطفت بناتهن: «لقد أعيدت الفتيات. تم إحضارهن في تسع عربات وتركن أمام المدرسة حوالى الساعة 8:00 صباحاً (07:00 بتوقيت غرينيتش)». وأضاف: «لدي لائحة بأسماء الفتيات، وسأتوجه الآن إلى المدرسة لأخذ أسماء العائدات والتأكد مما إذا كان هناك أي مخطوفات بعد». وتابع: «لم يكن برفقة الفتيات اي عناصر أمن. أحضرهن خاطفوهن وتركوهن أمام المدرسة وغادروا من دون التحدث مع أحد». وإضاف: «سنحصل على مزيد من المعلومات من الفتيات حول ما تعرضن له اثناء خطفن». وأكد الحاج ديري الذي كانت ابنته بين المخطوفات معلومات مانزو في اتصال هاتفي منفصل، مضيفاً: «نحن هنا في المدرسة مع الفتيات». ومن جهته أكد مصدر حكومي بارز في أبوجا إطلاق سراح الفتيات، مضيفاً أن المسؤولين بصدد التأكد من عدد المفرج عنهن. وقال الرئيس النيجيري محمد بخاري الأسبوع الماضي إن الحكومة «اختارت التفاوض» لضمان عودة فتيات دابشي، وليس اللجوء إلى القوة العسكرية، مضيفاً: «نحاول أن نكون متيقظين. الأفضل أن نعيد بناتنا على قيد الحياة». وتستخدم «بوكو حرام» الخطف سلاحاً في التمرد الذي تخوضه منذ تسع سنوات تقريباً، وأدى إلى مقتل 20 ألف شخص على الأقل وتشرد أكثر من مليونين. ولم تعلن الجماعة المرتبطة بتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) مسؤوليتها عن اعتداء دابشي. لكن يعتقد أن فصيلاً يتزعمه أبو مصعب البرناوي يقف وراءه. في آب (أغسطس) 2015 أعلن تنظيم «داعش» دعمه لأبو مصعب البرناوي زعيماً لحركة «بوكو حرام» مكان ابو بكر الشكوي الذي نفذ عناصره اعتداء شيبوك. ويقول المحللون إن الدوافع وراء خطف فتيات دابشي مادية، نظراً لمبالغ الفدية التي دفعتها الحكومة لـ «بوكو حرام» مقابل إطلاق سراح عدد من فتيات شيبوك. وستطرح أسئلة على الأرجح في شأن ظروف إطلاق سراح الفتيات، وخصوصاً في شأن قدرة مقاتلي «بوكو حرام» على دخول دابشي والخروج منها من دون أن يتم اعتراضهم. وقال الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب لدى مجموعة الاستشارات الأمنية «مودرن سكيوريتي» في برلين يان سان بيار إن الإفراج عن فتيات دابشي لم يكن سابقة، فقد أُفرج عن عدد من الرهائن ومنهم محاضرين جامعيين مطلع العام. لكنه أضاف إن عملية الإفراج الأخيرة «كانت بسيطة بدرجة تثير العديد من الأسئلة وخصوصاً بما يتعلق بالمبلغ المدفوع». وأوضح: «إذا دفعوا بالفعل، فإن الحكومة النيجيرية على الأرجح دفعت مبلغاً لتسريع إطلاق سراحهم لتجنب شيبوك أخرى».
مشاركة :