سجن إصلاح وتأهيل وتهذيب

  • 11/16/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

عن ابي هريرة رضي الله عنه – مرفوعاً (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي، وعن عائشة - رضي الله عنها – مرفوعاً (من أتي إليه معروف فليكافئ به، فإن لم يستطع فليذكره، فمن ذكره فقد شكر) رواه أحمد. وقال الشاعر: فلو كان يستغني عن الشكر ما جد لعزة ملك أو علوّ مكان لما ندب العباد لشكره فقال اشكروني أيها الثقلان. ما دعاني لكتابة هذه المقدمة هو زيارة قمت بها بحسب مهنتي التي أقدسها وأقدرها، المسماة بمهنة المتاعب، وهي العمل في المحاماة، والتي بها تتوسع علاقاتك بكافة أطياف المجتمعات بكافة أرجاء المعمورة، وتجعلك لصيقاً مع كافة الدوائر الرسمية في البلاد والدوائر الخاصة، لامتداد علاقتها وتشعبها في المجتمع. فهذه المهنة جعلتني من مرتادي التطواف على دور حفظ ورعاية المحكومين بعقوبة السجن التي تحد من حرية التحرك والتنقل المعتاد، وتُبقي المحكوم عليه داخل إطار محدد وتحت إمرة الجهة الحافظة، وهي ما تعرف بالسجون. فعن طريق مهنتي هذه طفت وزرت سجونا عديدة في أوربا وأمريكا وبعض بلداننا العربية وسجون بلادي بوجه أخص... ومن حسن الصدف أن كنت في زيارة لأحد موكلىّ في السجن العمومي بمحافظة الخبر، وجئته وأنا في ذهني صورة السجون الأخرى في بلداننا العربية عموماً وفي السعودية خصوصاً، لكن هالني ما رأيته بأم عيني وما عشته في سجن الخبر من حسن استقبال وبشاشة غير طبيعية من المسئولين، تحفك عن ذات اليمين وذات اليسار أزهار والورود الطبيعية الجميلة، أمامك المباني المطلية الجميلة بألوانها الزاهية، تنفتح أمام سيارتك بوابة ضخمة حتى لا تتكبد مشاق السير طويلاً حتى تصل المسؤول عن دخولك لداخل السجن، وبعد دخولي إلى مسؤول السجن، وجدت ترحاباً أكثر رغم عدم وجود سابق معرفة بيني وبينه على الإطلاق، ترحاب بتلقائيته وأريحيته المعهودة فيما يبدو، فبعد أن علم مقصدي فقد أذن لي بإتمام الزيارة، وبعد التقائي بموكلي تعرفت منه على تفاصيل المعاملة والحياة داخل السجن، فإذا به يشيد بها إشادة منقطعة النظير، مسكن مريح، أكل صحي نظيف منتظم، رعاية طبية فائقة، اهتمام اجتماعي ونفسي راقٍ، دورات تحفيظ قرآن منتظمة، تأهيل علمي سليم، فقد قالها لي بالحرف الواحد إنه سجن إصلاح وتأهيل وتهذيب. إزاء كل ذلك كان لزاماً علىّ أن أبوح بها بأعلى صوتي، شكراً وحمداً لله تعالى على القائمين على أمر هذا السجن خصوصاً وعلى داعميهم ورؤسائهم، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، واللهم نسألك أن تجعل بلدنا هذا آمناً مستقراً.

مشاركة :