الشعراء شركاء في صياغة الفكر المجتمعي

  • 3/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا: أكد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة اهتمام دولة قطر بالشعر، باعتباره جزءاً من التراث والذاكرة الوطنية في قطر. وقال سعادته، في تصريحات صحفية على هامش احتفالية "نقا الشعر" التي نظمها مركز قطر للشعر "ديوان العرب" بمناسبة يوم الشعر العالمي: "إن دولة قطر لها تاريخ عريق مع الشعر مثل باقي الدول العربية، ولكنها تميّزت بكثرة الشعراء مقارنة بعدد السكان، وتواجد شعراؤها في مختلف المحافل مجيدين، كما أن هناك حضوراً قوياً للشعر في جميع المناسبات الاجتماعية والوطنية في قطر خاصة الأعراس والمناسبات الوطنية وحتى الأسمار داخل المجالس القطرية". وأضاف "منذ كنا صغاراً استمعنا إلى الشعر المُصاحب للعرضة والشيلات والشعر الفصيح والنبطي"، مؤكداً أن اهتمام وزارة الثقافة والرياضة بالشعر وإنشاء مركز خاص به جاء من هذا المنطلق، كما أن الشعر قادر على إعادة صياغة بعض المفاهيم والتصورات في المجتمع، بما له من تأثيره الوجداني لدى الشعوب، لافتاً إلى اهتمام الوزارة بالشعراء يتجلى من خلال تنظيم لقاءات مستمرة وورش عمل فكرية يقيمها مركز "ديوان العرب"، ليكونوا شركاء في صياغة الفكر المجتمعي، وليس فقط قول الشعر في المدح أو الذم أو بقية الأغراض المعروفة، كونهم جزءاً من الوسط الثقافي. طباعة الدواوين وحول نصيب الدواوين الشعرية في مطبوعات وزارة الثقافة والرياضة حالياً قال سعادته: "إن دولة قطر اهتمت على مدى تاريخها بطباعة الكتب المختلفة ومنها الشعر وقد قامت الأجيال التي سبقتنا بدروها في هذا الجانب، فتمت طباعة العديد من الدواوين، وأضاف: حالياً نبني على ما سبق تقديمه وننتقل إلى مرحلة جديدة من خلال دعم دور النشر الناشئة في قطر لطباعة الدواوين الشعرية، حيث يتم التنسيق معها حاليا لطباعة العديد من الدواوين، كما قام مركز قطر للشعر بطباعة عدد من الدواوين خلال الفترة الماضية لشعراء معروفين في قطر، وقد صدر عن المركز دواوين صوتية أيضاً". اكتشاف المواهب وحول رعاية الوزارة للمواهب الشعرية الصغيرة قال وزير الثقافة والرياضة: «إن دور مركز ديوان العرب اكتشاف المواهب ودعمها، لافتاً إلى أن تدشين صفوف المحاورة من الشباب في المركز واحدة من جهود المركز في هذا الجانب، وقال: إن «وزارة الثقافة والرياضة تهتم بالشعر بجميع أنواعه ولذا تم تمثيل الجميع في احتفالية "ديوان العرب" باليوم العالمي للشعر وليس على النطاق المحلي فقط بل إن الاحتفالية شملت تقديم أشعار من مختلف البلدان العربية والأجنبية لأننا نرى أن هذه المناسبة العالمية فرصة لتقارب الشعراء ليس القطريين فقط ولكن المقيمين أيضاً على أرض قطر ومد جسور التعاون بين الثقافات في الوقت ذاته». واحة شعرية ومن جانبه، قال الشاعر شبيب بن عرار النعيمي مدير مركز قطر للشعر "ديوان العرب": إن فعالية "نقا الشعر" التي أقيمت بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية في منطقة "نقا دياب" كانت بمثابة واحة شعرية مفتوحة لجميع الشعراء، اتسعت لجميع أطياف الشعر من الفصيح والنبطي وشعر المحاورة، حيث تضمّنت العديد من الفقرات منها هجينية الهجن وهي عبارة عن التغني بأشعار معيّنة حال امتطاء الشعراء الإبل، ثم فقرة الألغاز الشعرية، مع العزف على الربابة وتقديم قصائد متنوعة يغلب عليها الطابع الوطني فضلاً عن إسهامات من شعراء من السودان وسوريا وباكستان والهند، ومن الفقرات التي حظيت باهتمام الجمهور "الألغاز الشعرية" والتي قدّمها الشاعر علي بن ارحمة المري، الذي أوضح أن فن اللغز الشعري اشتهرت به المجالس قديماً وهو فن يعتمد على الرياضة العقلية للمتلقي، إذ فيه عصف ذهني، مشيراً إلى أن هذا الفن له جمهور واسع حتى من الشباب، وهو فن يتفرّد به شعراء يرغبون في هذا الفن حيث تقع أعينهم على الشيء فيقومون بوصفه بجمل شعرية تختلف في ثلاثة مستويات من الصعوبة للوصول إلى "الرمعة" ويقصد بها حل اللغز. وخلال الاحتفالية تم تدشين صفوف المحاورة القطرية "صفوف ديوان العرب" وفيها يقف الشعراء صفين كل صف يتكون من عشرين شاعراً يقف في المقدّمة شاعر عن كل صف ليقدّم بيت شعر ومن خلفه الشعراء في صفه يردّدون في إباء وشموخ لمحاورة الصف الآخر ومعارضته شعرياً. صفوف المحاورة وقال الشاعر سعيد بن أرحمة المري المستشار بمركز ديوان العرب والمسؤول عن صفوف المحاورة إنه قد تم إعداد شباب قطريين من المرحلة الثانوية بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي، حيث تم اختيار مجموعة من طلاب المدارس الذين تلقوا تدريباً مكثفاً على أيدي شعراء المركز لتكون صفوف المحاورة من المبدعين الشباب والمهتمين بالشعر ولديهم موهبته. جدير بالذكر أن اليوم العالمي للشعر هو مناسبة عالمية تحتفل بها دول العالم لأن الشعر هو أحد أشكال التعبير ويخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحوّل كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام. ولذا، تم تخصيص يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر، وقد اعتمد المؤتمر العام لليونسكو، خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999، ولأول مرة، يوم 21 مارس اليوم العالمي للشعر بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصاً أكثر لاستخدامها في التعبير. ويعتبر اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية.

مشاركة :