واصلت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد بسط سيطرتها على مناطق الغوطة، مستفيدة من توصل حليفتها موسكو إلى اتفاقات مع الفصائل الموجودة هناك للانسحاب إلى إدلب وتجنيب المدنيين أهوال القتال. أعلن التلفزيون السوري الرسمي أمس، التوصل إلى اتفاق تسوية مع مجموعات مسلحة في بلدات عربين وزملكا وعين ترما وجوبر في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق. وقال التلفزيونن إن الاتفاق يقضي بخروج سبعة آلاف شخص بينهم مسلحون من تنظيمي "جبهة النصرة" و"فيلق الرحمن" اللذين رفضا اتفاق تسوية إلى إدلب شمال غربي سورية، مشيراً إلى أنه يتضمن كذلك قيام المجموعات المسلحة بتسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق والألغام قبل خروجها. وأضاف أن الاتفاق، الذي سيبدأ تنفيذه في الساعة التاسعة من صباح اليوم السبت بالتوقيت المحلي، يتضمن أيضاً أن تقوم المجموعات المسلحة بإطلاق سراح المخطوفين المحتجزين لديها قبل خروجها. وكان المتحدث باسم "فيلق الرحمن" السوري وائل علوان أكد في وقت سابق أمس، بدء مفاوضات مع وفد عسكري روسي بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي القتال في المناطق الخاضعة لسيطرته في غوطة دمشق الشرقية. وقال علوان في تصريح صحافي، إن وفداً من أهالي المنطقة وعسكريين من "فيلق الرحمن" ووفداً عسكرياً روسياً يشاركون في المفاوضات "بهدف لإنهاء المعارك غير المتكافئة في الغوطة ووضع حد للمأساة التي يعيشها أهالي المنطقة من المدنيين مهما كان الثمن". وكان "فيلق الرحمن" توصل مع الجانب الروسي لاتفاق بوقف إطلاق النار في القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية بدءاً من منتصف ليلة الخميس ـ الجمعة. على صعيد متصل، تواصلت أمس عمليات خروج عناصر حركة "أحرار الشام" السورية المعارضة وعائلاتهم من مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية تنفيذاً لاتفاق بضمانة روسية. وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية، إن عددا من الحافلات بدأت بنقل الدفعة الثانية من مقاتلي "أحرار الشام" وعائلاتهم من مدينة حرستا ونقلهم إلى محافظة إدلب "تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة ودخول جميع مؤسسات الدولة إليها". وأوضحت أن من المتوقع أن تتضمن الدفعة الثانية نحو 1500 شخص من المسلحين وعائلاتهم، وأن أفراد المجموعات المسلحة يقومون بتسليم أسلحتهم الثقيلة داخل المدينة قبل الصعود إلى الحافلات. وخرجت مساء، أمس الأول، الدفعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم من مدينة حرستا وذلك بإشراف الهلال الاحمر السوري عبر 30 حافلة وتضمنت 1580 شخصاً من بينهم 619 رجلاً منهم 413 مسلحاً إضافة إلى 385 امرأة و576 طفلاً. وبموجب الاتفاق الموقع بين أحرار الشام والجانب الروسي سيتم خروج نحو 1500 مسلح وستة آلاف من أفراد عائلاتهم. إردوغان من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنه بحث عملية غصن الزيتون مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، وإنه أبلغهما بأن بلاده "لن تتراجع عن الخطوات التي اتخذتها في المنطقة". وفي كلمة له أمام تجمع جماهيري في مدينة إسطنبول، أمس، أكد إردوغان أن "عملية غصن الزيتون لن تقتصر على عفرين، وستتبعها إدلب ومنبج، لحين إحقاق الحق في تلك المناطق". ويأتي تصريح إردوغان بعد أن رفضت وزراة الدفاع الاميركية التعليق على إعلان أنقرة وجود اتفاق لإخلاء منبج من المقاتلين الأكراد وبقاء الجيش الأميركي فيها. وقالت متحدثة باسم "البنتاغون" إن وزارة الخارجية هي المسؤولة عن المحادثات مع أنقرة. وتعيش الخارجية الأميركية مرحلة انتقالية بعد إقالة ريكس تيلرسون. كما أكد المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" راين ديلون أن التحالف ليس على علم بأي اتفاقيات أو تفاهمات بين تركيا والولايات المتحدة حول منبج. وأعلن ديلون، أن الولايات المتحدة على اتصال مع روسيا عبر القنوات لمنع نشوب الصراعات على خلفية تمركز القوات الموالية للأسد قرب مواقع التحالف، موضحاً أن التحالف الأميركي لا يعمل على "استفزاز قوات الحكومة السورية، لكنه يقوم بالدفاع عن النفس فقط". دمشق مستعدة للضربة من ناحيته، أعرب السفير السوري لدى روسيا رياض حداد عن استعداد الجيش ومنظومات الدفاع الجوي السورية لـ"صد أي هجوم من أجل حماية سيادة البلاد والشعب". وعلق حداد على تقارير حول الاستعداد لاتخاذ إجراءات جديدة في سورية: "إذا لزم الأمر"، وأضاف: "نحن مستعدون لأي إجراء محتمل قد تتعرض له سورية. إن جيشنا جاهز، بالإضافة إلى قوات الدفاع الجوي. نحن مستعدون لصد أي هجوم من أجل الحفاظ على سيادة أراضينا وحماية شعبنا".
مشاركة :