طهران – بدأ العد العكسي في محافظة إدلب، آخر معقل للجهاديين ومقاتلي المعارضة في سوريا، وحيث يعيش ثلاثة ملايين نسمة، وذلك غداة فشل قمة في طهران. وفشل رؤساء إيران وتركيا وروسيا في تجاوز خلافاتهم لكنهم اتفقوا على مواصلة “التعاون” من أجل التوصل إلى حل لتفادي وقوع خسائر في الأرواح في هذه المحافظة بشمال غرب سوريا، وحيث يحشد نظام السوري قواته استعدادا لهجوم يبدو وشيكا. وشنّت طائرات روسية الجمعة غارات على مقار تابعة لهيئة تحرير الشام وأخرى لحركة أحرار الشام في إدلب، موقعة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، خمسة قتلى على الأقل. تمت الغارات بينما كانت القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان منعقدة وقبل ساعات على اجتماع لمجلس الأمن الدولي بدعوة من واشنطن حول الوضع في إدلب. شهدت قمة طهران سجالا بين الرئيسين الروسي والتركي حول صياغة البيان الختامي. فقد طالب أردوغان بـ”وقف لإطلاق النار” محذرا من “حمام دم” في حال شنّ هجوم على المحافظة الواقعة على حدوده، إلا أن بوتين رفض الاقتراح مشددا على “عدم وجود ممثلين عن مجموعات مسلحة على الطاولة” مخولين التفاوض حول الهدنة، في موقف أيده روحاني. ودعت ثماني منظمات دولية غير حكومية ناشطة في سوريا القادة الذين اجتمعوا في طهران وفي نيويورك إلى “العمل معا لتفادي” وقوع “أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء النزاع السوري قبل سبع سنوات”، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 350 ألف شخص والملايين من النازحين. وترعى روسيا وإيران وتركيا محادثات أستانة للسلام التي أطلقت بعد التدخل الروسي العسكري في النزاع في العام 2015. وطغت تلك المحادثات على مفاوضات جنيف التي كانت تقودها الأمم المتحدة. قبل القمة، أشارت بعض وسائل الإعلام إلى إمكان التوصل إلى اتفاق حول إدلب لكن البيان الختامي اكتفى بالقول إن الرؤساء الثلاثة اتفقوا على معالجة الوضع في إدلب “بروح من التعاون الذي طبع محادثات أستانة”.
مشاركة :