نظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع مجموعة الاحمدي للموسيقى حفلاً موسيقياً تناول واحدة من أهم معزوفات الموسيقار الألماني كارل أورف المعنونة "كارمينا بورانا"، مساء أمس الأول بمسرح عبدالحسين عبدالرضا أمام حضور جماهيري كبير. وتصنف مجموعة الأحمدي للموسيقى "AMG" واحدة من أقدم منظمات الفنون في الكويت، لاسيما مع سجل حفلاتها الموسيقية الحافل، الذي يعود تاريخه إلى عام 1950. وقامت المجموعة في الأصل تحت رعاية شركة نفط الكويت لتتخذ من الأحمدي مقراً لإقامة تدريباتها قبل بضع سنوات ، لكنها الآن منظمة قائمة بذاتها. وعلى الرغم من هيكلها المفتوح لأي شخص، تسعى فرقة الأحمدي للموسيقى للالتزام بأعلى المعايير الموسيقية وأحد أهداف المجموعة هو توفير فرص الأداء للموسيقيين المحترفين النشيطين الذين يعيشون في الكويت، سواء المغنون أو العازفون وفي السنوات الأخيرة، سعت المجموعة إلى المساهمة أكثر في الحياة الفنية والثقافية للكويت من خلال القيام بالأعمال الجدارية المهمة، وكذلك الأوبرا الكاملة. وبالعودة إلى الحفل، فقد بدأ الجمهور في التوافد على المسرح في وقت مبكر حتى عندما اقترب موعد الحفل لم يكن هناك موطئ لقدم، ليرفع الستار، وتميز الحفل بتقديم العديد من الوصلات المنفردة والجماعية بين المقطوعات لأعضاء الفرقة، الذين أبدوا انسجاماً وتناغماً كبيراً خلال الحفل الذي امتع الجمهور. وتفاعل الحضور مع عرض "كارمينا بورانا" القابعة في الأذهان والوجدان، إذ عاش عشاق المعزوفة أمسية موسيقية حملتهم إلى أيام الزمن الجميل مع باقة من أجمل الألحان خصوصاً مع انسجام أعضاء مجموعة الأحمدي وتناغم أداءهم وحرصهم على الانضباط والدقة من منطلق احترامهم لذائقة الجمهور، وانسابت ألحانهم العذبة لتترجم واحدة من روائع الموسيقار الألماني "كارمينا" وهي واحدة من المقطوعات المؤثرة جداً لدرجة أن مقاطع منها تم استخدامها في أكثر من 90 فيلماً وعدة أعمال تلفزيونية. وينقسم هذا العمل بشكل رئيسي إلى ثلاثة أقسام، تحت عناوين: الربيع، في الحانة، ومحكمة الحب. وتمزج القصائد بين الطهارة واللذة في التعامل مع متع الحياة الدنيا، بروح من السذاجة والتسليم، اللذين شكلا جوهر النظرة إلى الموت والآخرة في القرون الوسطى. وتتمحور فكرة هذه النصوص بمعظمها حول دوران عجلة القدر. ففي كل مشهد وأغنية تدور عجلة القدر فتتحول البهجة إلى حزن وينقلب الأمل إلى مرارة. وتبدأ المتتالية بمقدمة تناجي ربة الأقدار فورتونا ربة الحظ والثروة والانتقام وسيدة القدر عند الرومان. وهي الصورة الأخرى لكلمة فورتومنا التي تعني المنقلب لأن فورتونا تقلب عجلات السنة الضخمة فتوقفها على السعادة أو الحزن أو الحياة أو الموت. وقدمت معزوفة "كارمينا بورانا" للمرة الأولى عام 1937 وهي تستند إلى 24 قصيدة وجدت في القرون الوسطى تعود إلى عام 1280 وكتبت باللغة الألمانية وتجسد صراعات وتناقضات الحياة المتمثلة في الخير والشر والسعادة والحزن والحب والكراهية. وتعني كلمة "كارمينا بورانا" أغاني بويرن وهو عنوان لكتاب ضم المجموعة الكاملة للقصائد العلمانية اللاتينية، التي كتبها شعراء مختلفون في مطلع القرن الثاني عشر الميلادي. ويبلغ عددها نحو 250 قصيدة. وجمع الشاعر الألماني يوهان آندرياس شميلر المجموعة وطبعها عام 1847.
مشاركة :