نشرت دراسة حديثة بمجلة «العلاج النفسي والأمراض النفسية الجسدية» تشير نتائجها إلى وجود علاقة بين علاجات الحموضة شائعة الاستخدام وبين الإصابة بالاكتئاب، ويعتقد بأن السبب يعود إلى تأثر البكتريا داخل الأمعاء.اتفقت كثير من الدراسات على أن بكتريا الأمعاء تؤثر في الحالة العقلية والعاطفية، فعلى سبيل المثال لا الحصر تبين من خلال إحدى التجارب أن الفئران الخالية من الجراثيم، والتي أخليت أمعاؤها من البكتريا النافعة ظهرت لديها أعراض القلق والاكتئاب وضعف الإدراك، ما يدل على دور البكتريا في ذلك والذي يتم عبر تغييرها لوظائف الدماغ من خلال إنتاج هرمونات أو ناقلات عصبية معينة.وفي الدراسة الحديثة قام باحثون من تايوان بدراسة بيانات أكثر من 2300 شخص ممن استخدموا علاجات الحموضة المعروفة بمثبطات مضخة البروتون وأصيبوا بالاكتئاب، ثم قورنت بياناتهم ببيانات أكثر من 9400 شخص ممن استخدموا تلك العلاجات، ولم يصابوا بالاكتئاب وباستخدام بعض الطرق التحليلية وتعديل العوامل الديمغرافية والحالات العصبية المصاحبة وجد - بالمقارنة بمن استخدموا العلاج ولم يصابوا بالاكتئاب - أن من أصابهم الاكتئاب كانوا كانوا الأعلى فيما يتعلق بالجرعة اليومية التراكمية المحددة لهم، وبالتحديد وجد أن خطر الاكتئاب السريري كان الأعلى وسط من استخدموا 3 علاجات بعينها من تلك النوعية؛ ويقول الباحثون إن بحسب علمهم أنها الدراسة الأولى التي تحقق في العلاقة بين استخدام العلاجات المعروفة بمثبطات مضخة البروتون وبين خطر الإصابة بالاكتئاب.مازالت الآليات الجسدية التي تقف وراء تلك العلاقة مجهولة، ولكن يعتقد الباحثون بأن هنالك تفسيرين وهما: إما أن العلاجات تزيد خطر الإصابة بالاكتئاب من خلال تسببها في خلل محور الدماغ والأمعاء، أو أنها تعيق الكائنات الحية الموجودة بالأمعاء من امتصاص العناصر الغذائية بعد استخدامها؛ ولكن ينبه الباحثون إلى أن النتائج تحتاج لتأكيد، لذا على الأطباء مواصلتهم وصف الدواء ولكن مع الوضع في الاعتبار آثارها الجانبية الأخرى.
مشاركة :