الحرب التجارية بين أمريكا والصين واقتصاد العالم!

  • 3/25/2018
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

‭{‬ في قناة «روسيا اليوم» ارتأى أحد المحللين الروس (ألكسندر نزاروف) وبما يتوافق معه محللون اقتصاديون كثيرون، أنه يمكن للحروب التجارية فيما لو ذهبت بعيدا، أن تحدث بحد ذاتها ضررا جادا في اقتصادات كل الدول المشاركة فيها، أي في منظمة التجارة العالمية، ويمكن أن يؤدي إلى انهيار جديد في البورصات وإلى أزمة مصرفية عالمية كما حدث في عام 2008، ومع ذلك فإن الخطر الرئيسي هو (الانهيار المحتمل لنظام الدولار نفسه) وقد قام «ترامب» بإرادته الخاصة بالخطوة الأولى نحو ذلك! جاء ذلك تعليقا على قرار الرئيس الأمريكي (بفرض رسوم جمركية) على الصلب والألمنيوم، ما تسبب بضرر كبير للعديد من الدول بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة! إلى جانب فرض «ترامب» عقوبات جديدة على الصين، الأمر الذي سيؤثر على صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنحو (60 مليار دولار)، وبالطبع ينوي «التنين الصيني» الرد على الإجراءات الأمريكية بإجراءات مماثلة بدأها بفرض رسوم على الواردات الأمريكية! إلى جانب إعداد الصين شكاوى ضد واشنطن لتقديمها إلى (منظمة التجارة العالمية)، ما يعني أن المنافسة بين أكبر اقتصادين في العالم وصلت إلى حدود الحرب التجارية! ‭{‬ منشأ الاقتصاد العالمي بصيغته الراهنة وقواعد (منظمة التجارة العالمية) تتزعمهما الولايات المتحدة، حيث حرية التجارة العالمية يتم اعتبارها من أهم أسس النظام العالمي (العولمي) والإخلال بذلك يعني (تلاعبا أمريكيا غير محسوب العواقب لإفشال هذا النظام)! ما سيسهم في أزمة أشبه بأزمة 2008 التي يرى المحللون أنها لم تنته بعد! وأن العالم واقتصاده لا يزالان يعيشان تبعات تلك الأزمة، فيأتي الرئيس الأمريكي بإجراءاته الأخيرة ضد الصين وروسيا، ليشعل فتيلها الخامد مجددا! ما يعني التسبب في تأثيرات لاحقة على البورصات العالمية وعلى سوق العملات! إلى جانب التسبب في زيادة التضخم العالمي! حيث الاقتصاد العالمي أصبح مفتوحا على بعضه في ظل (العولمة الاقتصادية والتجارية) التي يتم ضربها من أمريكا المتحكمة فيها! وحيث هناك على مستوى العالم (بنوك مركزية رئيسية) تعمل في ظل (خطوط ائتمانية مفتوحة وغير محدودة بينها) إلى جانب التنسيق، لمنع حدوث تغييرات غير قابلة للسيطرة في أسعار صرف العملات، كما يوضح «ألكسندر نزاروف» الذي يصل إلى نتيجة أنه توجد في العالم (حكومة عالمية) وهي «البنوك المركزية» لأكبر الدول، والتي تحدد السياسة الاقتصادية لكل الكوكب! ويقول إنه يتم الآن تدمير هذا النظام! أي الاقتصاد العالمي الذي أنشأته أمريكا أو الرأسمالية الأمريكية في العالم! وهي الدولة ذاتها التي تقوم (بطباعة غير محدودة للدولارات غير المضمونة)! لتضمن مكانها الذي يقود الاقتصاد العالمي وإن بشكل غير مشروع كما يرى محللون آخرون! ورغم ذلك فقد تزايد دين الحكومة الأمريكية منذ بداية مجيء «ترامب» إلى أكثر من (تريليون دولار) بحسب التقارير الأمريكية! ‭{‬ قرار «ترامب» بفرض رسوم على الصين بقيمة (60 مليار دولار) أثار مخاوف العالم كله، بسبب الترابط الاقتصادي العالمي ذاته، باعتبار أنه مدخل لنسف أسس هذا الترابط! وفتح الباب أمام الصين للدخول بشراسة، فيما يراه المحللون أيضا أنه بداية لحرب تجارية بين البلدين المتنافسين على الاقتصاد العالمي! وحيث في النهاية سيكون الجميع في هذه الحرب خاسرين، وليس أمريكا والصين أو روسيا وحدها! ويبدو أن الولايات المتحدة المتجهة إلى التصعيد في العديد من الملفات الدولية والإقليمية تلجأ على المستوى الاقتصادي والتجاري إلى سياسة (عليّ وعلى أعدائي) فيما الدول الملتزمة بهذا الاقتصاد الرأسمالي العولمي قد تكون أكبر الضحايا!

مشاركة :