المدينة - جدة A A توفيت الفنانة الفلسطينية ريم بنّا، التي اشتهرت بأغانيها الوطنية المناهضة للاحتلال، صباح أمس السبت، بعد صراع طويل مع المرض، وأصيبت ريم بالسرطان منذ تسعة أعوام، وأعلنت توقفها عن الغناء عام 2016، وقد تراجعت صحتها بشكل مفاجئ منذ نحو أسبوع، وأدخلت على إثرها إلى المستشفى إلى أن توفيت صباح أمس، ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية، الفنانة القديرة، حيث اعتبرت في بيان أن رحيلها خسارة كبيرة للثقافة الفلسطينية، «فهي الفنانة التي قدمت لفلسطين أجمل الأغنيات حتى كبر جيل فلسطيني وهو يستمع لأغنياتها التي جابت الأرض، تحمل في كلماتها ألوان علم استشهد من أجله الكثيرون، وكوفية ثوار، وأحلام آلاف الأسرى وشعب بأكمله يسعى للتحرر والدولة». وُلدت «بنا» في 6 ديسمبر 1966 بمدينة الناصرة عاصمة الجليل، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ، درست ريم بنّا الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وتخرجت عام 1991 بعد 6 سنوات أكاديمية درست خلالها الغناء الحديث وقيادة المجموعات الموسيقية، لها عدة ألبومات موسيقية يطغى عليها الطابع الوطني، كما أنّ لها عدة ألبومات أغاني للأطفال، ولها أيضًا العديد من المشاركات في احتفاليّات ونشاطات عالمية لنصرة حقوق الإنسان، يتميز أسلوبها الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية. مرايا الروح، الألبوم الذي كُرس لجميع الفلسطينيين والمعتقلين العرب السياسيين في السجون الإسرائيلية، والذي اختلف أسلوبه عن كل أعمالها السابقة، وتم إنتاج الألبوم بالتعاون مع خمسة من النرويجيين العاملين بمجال الموسيقى، وما يميز هذا الألبوم هو امتزاج أسلوب الغناء الغربي المُسمى بوب (pop) مع أسلوب الغناء الشرقي والبنية الصوتية الشرقية إلى جانب الكلمات العربية، بالرغم من اختلاف اسلوبها الغنائي هذا عن سابقيه، ظل محتوى المضمون الغنائي ثابتًا يتضمن الألبوم أغانِ يشوبها اليأس والأمل عن حياة هؤلاء الذين يكافحون للعيش، وكذلك أغنية عن الزعيم والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بطريقة مدروسة وخفية، حملت ريم رسالة فنية واضحة في موسيقاها، وهي تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني خاصة الضفة الغربية، وإحياء التراث الفلسطيني.
مشاركة :