(عاصرتُ سبعةً من ملوك المملكةالعربيةالسعودية، الى تاريخه: عبدالعزيز؛ سعود؛ فيصل؛ خالد؛ فهد؛ عبدالله؛ و سلمان. و لكن، وإضافة لمجرد معاصرتهم فمِنهم من كنتُ ايضاً قد قابلتـُه و صافحتـُه و جلستُ في حضوره؛ بل و تعشيّتُ او تغدّيتُ في معيته. والفئة الأخيرة شمـَلت’ الملك خالد و الملك فهد؛ و الملك سلمان).7 – جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز.بداية معيشتي و باكورة حياتي العملية كانت في مدينة الرياض، و كان الأمير سلمان اميراً لمنطقتها، في عهد الملك فيصل، في خريف 1973م، بعدَ الشروع في تنفيذ (الخطة الخمسية الأولى بالدولة. كان ذلك بعد معيشتي 10 سنوات متتاليات بأمريكا و بعد إتمام دراستي في مرحلة الدكتوراه (و قبلها مرحلتا الماجستير و البكالوريوس بشكل متوالِِ متتالِ) في جامعة تكساس في أوستن، بالولايات المتحدة الأمريكية.صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كان حديثَ.عهد كأمير لـ(منطقة) الرياض، و ذلك بعد توليها عقِبَ اخيه الشقيق، نايف.كان الأمير سلمان نشيطاً دؤوباً في أدائه لعمله، حريصاً على المواعيد؛ صارم المواظبة مبكراً في مكتب الإمارة بقصر الحكم بمنطقة الصفاة (على إمتداد سوق (شارع) السويلم، و في مقابل مسجد الأمير تركي بن عبدالله، و ليس بعيداً عن قصر المـَصمـَك).قابلت (الأمير) سلمان اوّلَ مرة حين دُعيتُ لحضور مجلس الآباء بمدارس الرياض الأهلية، و كان لي فيها ولدان، في الروضة و في الصف الأول. و كان الأمير سلمان الرئيس الفخري لمجلسها.كان ضمن جدول اعمال ذلك الاجتماع: عدة م ضوعات ، شملت انتخابات مجلس الإدارة. كانت جلسة الاجتماع و كانها لمجلس الوزراء؛ فأذكر ان كان ممن حضر: د.عبدالعزيز الخويطر، و كان أيامها يرأس ديوان الموظفين (ديوان الخدمة المدنية)؛ و أ.هشام ناظر (وكيل وزارة البترول)؛ و م.حسين منصوري (وزير المواصلات)؛ و د.محمد عبده يماني (وزير الاعلام)؛ و د.غازي عبدالرحمان القصيبي (وزير الصناعة و الكهرباء)؛ و أ.عبدالعزيز جمجوم، مدير عام مصلحة الزكاة و الدخل. و ش.منـّاع قطّان، (مدير المعهد العالي للقضاء..يرأس مجلسه ش.صالح الحُصَيّن). و في هذا الاجتماع تولى أمانة.سر المجلس أ.جميل فطاني، مدير.عام مدارس الرياض الأهلية.فتح باب التريحناقش المجلس نواحِ في ميزانية المدارس، و مناهجها.. و برامجها العامة.. و شاركت في بعض النقاشات. ثم جاء بند ازانتخابات، بما شمل تجديد او إبدال عدد من الاعضاء..و كان أ.هشام من الاعضاء السابقين و اعتذر عن اعادة الترشح. و اذكر أن تمّ ترشيحي في تنافس مع أكثر من ولي.أمر ..كان منهم د.محمد عبده يماني. و قبل اجراء التصويت تحدث المترشحون باقتضاب، فنوّهتُ انا بأهلية غيري ‘من ذوي الوزن الثقيل’؛ ففوجت و فوجئ معي الحاضرون و سموُّه يخاطب د.غازي، قائلا: ‘سامع الدكتور نـَـتـّو يقول ‘ذوي.الوزن.الثقيل’؟! و (ابتسم الجميع بصوت، بمن فيهم د.غازي).جرَت عمليةُ الانتخاب في اقتراعِِ (سِرّي)، و حصلتُ على حوالي 20 صوتاً، بينما حصل د.يماني على حوالي 30 صوتاً.. ففاز هو بالمقعد.ثم واصل المجلس اعماله بعدها بمناقشة عدد محدود من الموضوعات، كان منها المناهج. فتقرر تكوين لجنة شملتني، و د.محمد عبده يماني، و أ.عبدالعزيز جمجوم، و ش.منـّاع قطـّان.و مرت الأيام و السنين، و لم يتم اي تواصل او لقاء بسمو الأمير سلمان حتى مضي حوالي 20 سنة.. في البحرينوانتقلتُ من وزارة المعارف (التربية و التعليم) بالرياض الى سلك التدريس و الادارة في جامعة البترول و المعادن، 1982-1976م؛ و بعدها، قضيتُ ‘فترة التفرع الأكاديمي’ لمدة سنة، كأستاذ.باحث.زائر بأمريكا، في جامعة تكساس). ثم تمت إعارتي لجامعة البحرين في خريف1983م. و كان أ.عبدالرحمان القاضي في السنةالأخيرة له كسفير السعودية لدى دولة البحرين. و في ربيع 1984م، تمّت تنحية د.غازي القصيبي من منصب وزير الصحة، بعد نشره قصيدة: ‘بيني و بينـَك ألفُ واشِ …”و كان قد تولى منصب مدير عام السكك الحديدية بالمرتبة الممتازة، ثم منصب وزير الصناعة و الكهرباء). و بعد ان بقي بالرياض لفترة تم ترشيحه سفيراً لدى دولة البحرين؛ و بذا خلـَـفَ ألسفير عبدالرحمان القاضي هناك.في السنة التالية، 1984م، كان الأمير (سلطان بن سلمان) قد عاد لتوّه من رحلة تابعة لناسا في الفضاء؛ فرتّب د.غازيلدعوة سموّه و زيارة دولة البحرين.. فاستقبلناه كبطلِ رائدِ للفضاء؛ و ذلك في حفل اقامه د.غازي بفندق الدبلومات في المنطقة الدبلوماسية بشمال جزيرة المنامة.طيّ الاحتفاء بالضيف الشاب، حرص د.غازي على استقبال الجالية السعودية المقيمة في دولة البحرين فرداً فردا؛ ثم عند وصول سمو الأمير سلطان بن سلمان، رتّبّ لأخذ صورة فردية لكل منا مع سمو ‘رائد الفضاء’.بعدها بحوالي 18 سنة، قدِمَ سمو الأمير سلمان إلى دولة البحرين في1997م في زيارة لا اذكرُ غرضها المباشر، لكني دُعيتُ الى حفل استقبال احتفاءً بمقدم سموّه قبيل ظهيرة ذات يوم.. ثم تبعِ ذلك حفلُ غداء. (كانت المناسبتان -مرة أخرى- في فندق الدبلومات. (صاحبه: رجل الاعمال الكبير أحمد الزياني.)في حفل الاستقبال، و اثناء تحيتي للأمير سلمان ضِمن الحاضرين المسلـِّمين و المرحـِّبين بسموِّه، (كنتُ لابساً ثوبَ صوفِ بُنّي، عليه صديرية من نفس اللون، و على رأسي شماغٌ أحمر. و كنت احملُ في يدي نسخة لسموِّه من احد كتبي و كنتْ قد نشرتـُه للتو في دولة البحرين بعنوان: مكة المكرمة: مفردات تراثية اجتماعية في اللهجة المكية.بعدها كنا مع سموِّه جلوساً في حجرة ليست من السعة بمكان، تناولنا القهوة فيها.اثناء تحيتي للأمير سلمان، اخبرت سموَّه ان ابنه، عبد العزيز، كان طالباً عندنا بـُعيدَ ان تم قبوله على ايامي في جامعة البترول.وإني أذكرُ الطالب/عبدالعزيز بن سلمان، حين صعدَ للسلام عليّ في مكتبي في المبنى#9، أيـّامَ كنتُ عميداً لشؤون الطلاب و القبول. كما و اذكر جيداً اني نصحته بالمواظبة على دروس مواد التربية البدنية. و اسعدني انه عمِل بالنصيحة بدقة و حذق، و انه اتبـَعها بنظام صحي صارم.. مما نتج عنهما قوامٌ أنيق و في وزنِِ جد رشيق.(و في اليوم التالي، قدِم زميلـُه في سنة القبول بالجامعة: إبن عمه، الطالب عبدالعزيز (بن ماجد، امير منطقة مكة المكرمة). و نصحتْ هذا الطالب بالسكن في مساكن الطلاب بالجامعة بعد ان سمعتُ انه يقطن في الدمام بعيداً كثيراً عن حرم الجامعة بالظهران. بل، و اتصلتْ بعدَ ذلك بوالده في امارة مكة.. فوجدته متجاوباً جداً، و طلبني ان اخبر إبنه.واصل الطالبان دراستهما بجد و اجتهاد. و تخرّج ع.العزيز بن ماجد، و لا اعلم فيماذا شق سيرورة حياته العملية، لكننا علمنا أنْ تم تعيينه -في اوائل عهد الملك عبدالله- أميراً لمنطقة المدينة المنورة (.. لفترة).امّا الطالب عبدالعزيز بن سلمان فقد تم تعيينه مستشارا ثم مساعداً لوزير البترول ثم و كيلاً؛ ثم تـم ترفيعه (وزيراً للطاقة) بوزارة الطاقة و الصناعة و الانتاج(…)وكانت جامعة البترول قد احتفلت في 2013م بمناسبة مرور 50عاماً على إنشائه و دَعت قدامى عمدائها و وكلائها و مشاهير خريجيها، فكان الأمير عبدالعزيز بن سلمان بين المدعوين؛ و فوجئت به اثناء سلامه عليَٰ انه أخذ يسرد لمن كان حولنا في نبذة عن ذكريات بداية دراسته في اول سنة له بالجامعة؛ كما و عبـَّر لي عن لقانا الأول قبل 42 عاماً بمكتبي (كان موقعه ملاصقاً (لقاعة ذاك الاحتفال/ مبنى السينما، سابقاً).كما و اسعدني اني رأيته لا يزال محافظاً على رشاقته.. و وسامته!* إ.هـ *د.إبراهيم عباس نــَـتــّـوعميد سابق بجامعة البترول
مشاركة :