جنيف - قنا: أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن أعمال الجمعية الـ 138 للاتحاد البرلماني الدولي، والاجتماعات ذات الصلة، المنعقدة في جنيف حاليا، تأتي في وقت يشهد فيه العالم أسوأ أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان واسترخاص الدم البشري، واضطهاد الأقليات ومحاولات إبادتهم أمام مرأى ومسمع العالم .وقال سعادة رئيس مجلس الشورى في الكلمة التي ألقاها أمس أمام هذا اللقاء الدولي الذي يضم ممثلي الشعوب ونوابهم في العالم «إننا نعجب كيف تعجز المنظمة الأممية وكيف فشل هذا الكم من القوانين والمواثيق الدولية عن حماية البشر والدفاع عنهم». ونبه سعادته في هذا السياق إلى أن المنطقة العربية ومنذ أكثر من سبعين عاماً، تعاني من جراء الاحتلال والعدوان الإسرائيلي وعدم انصياع إسرائيل للقرارات الدولية وتعنتها أمام مساعي السلام الدولية ورفضها لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مما أدى إلى عدم الاستقرار في المنطقة وتوالي الحروب وزعزعة أمن دول الجوار واحتلال أراضيها، مشددا على أن كل ذلك يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين. وقال سعادة رئيس مجلس الشورى في كلمته إن المجتمع المدني مطالب اليوم كما كان مطالباً في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية بالبحث عن آليات لإنهاء الاستعمار بكافة أشكاله ولتجريم الحروب والإبادة الجماعية ولتحقيق العدل والمساواة وصيانة الأمن والسلم الدوليين. وأرجع سعادته كل ذلك لقصور المنظومة الأممية والقوانين والمعاهدات الدولية الحالية عن حماية البشرية من ويلات الحروب، لافتا إلى أنه وفي ظل هذا العجز يظل ما يقارب الثلاثة ملايين من البشر في حالة بحث دؤوب عن أساسيات الحياة وأسباب الاستقرار. وأشار إلى أنه لتحقيق هجرة ولجوء آمن وقانوني شارك الاتحاد البرلماني الدولي في عدد من الفعاليات التي تهدف لإصدار قانون لتأمين الهجرة الآمنة والقانونية، ونبه إلى أن الأمر الهام في هذا الشأن هو ليس صدور القانون ولكن ضمان تنفيذه. وأضاف سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود قائلا في هذا الصدد «أود أن أقترح بل أنادي عالياً أن نحّول الاتحاد البرلماني الدولي من مجرد منصة لسن التشريعات التي تصطدم بالواقع المرير الناجم عن غياب الفاعلية وآليات التنفيذ، إلى منظومة فاعلة لما تتميز به هذه المنظمة من روح المساواة بين جميع أعضائها، حيث لا تمييز ولا تفضيل فيها لدول تمتلك حق النقض» وقال في هذا السياق إن الاتحاد البرلماني الدولي يمكنه أن يقوم بدور عظيم وجليل عبر الدبلوماسية البرلمانية والسعي من خلالها للتوصل لتوافق على ضرورة الحاجة لإجراء إصلاحات على المنظومات الإقليمية والدولية». واستطرد سعادة رئيس مجلس الشورى قائلا في كلمته «ونحن في دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى نتألم كثيراً لهذه المآسي ولقهر الإنسان لأخيه الإنسان وانتهاك كرامته، ونشارك المجتمع الدولي في تقديم العون والمساعدات الممكنة فقدمنا ومازلنا نقدم انطلاقا من المبدأ الإنساني الكثير من المساعدات الإنسانية المالية والعينية للمتضررين». وأكد على أن دولة قطر ظلت تدعو دائما لمعالجة جذور المشاكل الكونية بما فيها الحروب والإرهاب والهجرة واللجوء والإبادة الجماعية ومعوقات التنمية المستدامة، لذا دعت للاهتمام بالإنسان وتوفير مقومات الحياة الكريمة له. ولفت في هذا الصدد إلى أن دولة قطر قدمت مبادرات لنشر التعليم في العالم منها مبادرة حماية التعليم في مناطق النزاعات وانعدام الأمن، ومبادرة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، ومبادرة «صلتك»، لتوفير فرص التوظيف والأعمال للشباب في العالم العربي ومبادرة «علم طفلاً» وهي مبادرة عالمية تهدف إلى تقليص أعداد الأطفال الذين فقدوا حقهم في التعليم. كما قامت دولة قطر بتأسيس مركز الدوحة لحوار الأديان في 2007 بغرض تعزيز ثقافة التعايش السلمي، وكذلك إنشاء اللجنة القطرية لتحالف الحضارات لإبراز مساهمة الحضارات في التقدم الإنساني. وأوضح أنه لأهمية وضرورة تفعيل دور الأمم المتحدة وأجهزتها وإصلاح مجلس الأمن استضافت الدوحة في مطلع عام 2017 مؤتمراً بعنوان «تنشيط النقاش حول إصلاح مجلس الأمن» لمناقشة سبل إصلاح مجلس الأمن كجزء من إصلاح شامل للأمم المتحدة، وأعرب سعادة رئيس مجلس الشورى في كلمته عن سروره أن يشارك لأول مرة في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، وأن يخاطبه باسمه وباسم أعضاء وفد مجلس الشورى القطري، وعبر كذلك عن شكره لرئاسة وأمانة الاتحاد البرلماني الدولي. كما أعرب سعادته في ختام كلمته عن تمنياته للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، بالتوفيق في الخروج بقرارات تؤكد على ضرورة علاج أسباب المشاكل دون أن ينحصر جهد الأعضاء في علاج المظاهر، وأن يتولى الاتحاد البرلماني الدولي دوراً ريادياً في الدعوة لإصلاح المنظومة الأممية، وأن يكون هدف الجميع هو العمل من أجل تحقيق كرامة الإنسان، تلك الغاية التي تنتظرها شعوبنا من مثل هذه اللقاءات. وكان سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى قد أكد في مداخلة له في مستهل الجلسة فيما يتعلق بالبند الطارئ حول «تداعيات إعلان الإدارة الأمريكية بشأن القدس، وحقوق الشعب الفلسطيني فيها وفق ميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الشرعية الدولية» حرص جميع المشاركين في هذه الجمعية على السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال إن التصويت الذي جرى في هذا الصدد دليل أكيد على هذه الرغبة. وتوجه سعادته بالشكر لكافة الدول التي قامت بالتصويت في هذا الموضوع، مضيفا القول «نحن في تصويتنا هذا نسعى للسلام وتحيتنا هي السلام عليكم، وهناك محاولات منا للسلام في المنطقة، ولا نريد إلا السلام للجميع، ولكن لا نقبل أن يكون هناك احتلال وانتهاك لحقوق الفلسطينيين وقيام دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وشدد سعادة رئيس مجلس الشورى، في مداخلته، على أنه إذا حل السلام حل الأمن والاستقرار، وقال إن الإرهاب مرفوض في أي مكان وإن الدفاع عن الوطن هو حق مستحق لكافة الشعوب. وأعرب سعادة السيد آل محمود عن تمنياته بالتوصل إلى سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط، لافتا في هذا السياق إلى أن هناك قرارات للشرعية الدولية، وقرارات في مجلس الأمن وأخرى في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، ونبه إلى أن العالم لا يمكن أن يكون مخطئاً وأن يكون شخص واحد أو دولة واحدة على صواب. وقال إننا نريد السلام ولا نقبل أن يقتل أي إنسان بريء في أي مكان كان.
مشاركة :