مع توديع آخر أفواج الحجيج لحج عام 1435هـ مأجورين من الله سبحانه وتعالى ومتقبّلين ومع الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في تذليل كافة العقبات وتوفير سبل الراحة لأداء هذه الشعيرة بكل يسر وسهولة والاستعداد لها مبكرًا من قبل الجهات المعنية بهذه الخدمات وتفعيل دورها من خلال تطوير أدواتها وبرامجها سنويًا الذي بات مطلبًا للجميع وشعارًا يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في شرف العمل في هذا المجال، نشكر جميع من عمل أو ساهم في إنجاح موسم الحج وقدم الخدمة بالجودة المطلوبة ولهم كل التقدير والاحترام. ومع نهاية الموسم ينتظر جميع منسوبي مؤسسات الطوافة بمكة المكرمة والمدينة المنورة الانتخابات الجديدة لعضوية مجالس الإدارة والذي يطمح من خلالها بجدية النظرة المستقبلية لهذا الكيان الكبير وما تقدمه لخدمة الحاج والمساهمين والعاملين فيها، وقد شرعت وزارة الحج منذ وقت مبكر لاستطلاع الرأي حول آلية الانتخابات من قبل مؤسسات أرباب الطوائف بشكل عام وتم صدور اللوائح المنظمة لها للعمل بها بدءا من عام 1436هـ، ونحن نأمل من المجالس الجديدة أن تحقق أهداف المؤسسات نحو خدمة الحاج الكريم وطموحات مساهميها الذين يأملون أن يروا ما يشبع أحلامهم من خلال الصعود بعوائد الأسهم، لذا فإن الجانب الاستثماري يفرض نفسه على المرشحين ويشكل احتياج المؤسسات لمستقبلها الخدمي والتجاري وهذا يتجانس مع الجوانب الإدارية والمالية والخبرات الميدانية اللازمة، ويجب الفصل بين أعمال مجلس الإدارة للتخطيط الاستراتيجي وأدوارها في تفويض الإشراف والتنفيذ وعدم التداخل بينهما وهذا الأمر عانت منه مجالس الإدارة السابقة بشكل ملحوظ مما كان لها الدور في ضعف الأداء بعض الأحيان، كما يجب أن تكون المجالس مزيجًا من الخبرة والشباب وتكون فئة الشباب تمثل الغالبية حتى تكون لديهم الفرصة الكاملة للتطوير والتغيير وفق القنوات المحددة، لزم تجديد لوائح عمل مجالس الإدارة بما يتناسب مع مراحل أعمالها ومراعاة العوامل الزمنية المتغيرة وأيضا التقليص والحد من الاستثناءات التي كانت تفوق بنود اللوائح سابقًا، نحن نترقب هذه الانتخابات بالصورة الجديدة منذ سنوات ونأمل أن تأتي الينا بالجديد والمتطور وأن تفرز لنا هذه الانتخابات عناصر شابة متميزة تعود إلى منافسة الانتخابات وتكون لديها الرغبة في التطوير والبحث عن الفرص الاستثمارية التي تليق بهذه المؤسسات وطموحاتها وتعمل بروح الفريق الذي يلبي تطلعات الحكومة في تطوير تقديم الخدمة للحاج ورغبات المساهمين والعاملين والخروج من دائرة تكرار أعضاء المجالس السابقة وتسجيل انجازات جديدة تكمل مسيرة الأدلاء التي بدأت منذ عهود الآباء والأجداد، ونحن وجب علينا مساندة مجالس الإدارة المنتخبة ودعمها لنرى أحلامنا على أرض الواقع على أياديهم بإذن من الله وتوفيقه.
مشاركة :