في كل مرة يطير فيها الصقور الخضر إلى كأس العالم تحفِّزنا تجربة النجاح الأولى في مونديال 94، وتحبطنا تجارب الفشل الأخرى في المشاركات المتتالية. ظروف ومعطيات النجاح أو الفشل لا يمكن تطبيقها على المشاركة المقبلة في مونديال روسيا الصيف المقبل، يجب أن نتعاطى مع كل مرحلة حسب الإمكانات المتوفرة، ولا أقصد هنا الدعم المالي بقدر قصدي العناصر البشرية. العنصر البشري هو مصدر النجاح في أي منتخب، أو فريق عندما تتوفر لك منظومة تحتضن عناصر إدارية وفنية مميزة تكون أقرب من النجاح إلى الفشل. قد يكون اللاعب هو المنتج الأخير الذي يشاهده الجمهور، لذا يكون نصيبه أكبر في المدح، أو النقد. لا يمكن أن تصنع منتجًا مميزًا دون أن تهتم بمراحل الإنتاج الأخرى التي تدار عجلتها داخل أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم. علينا أن نعترف بأن الكرة السعودية تعاني منذ سنوات من شح المواهب الكروية، وعدم إنتاج أندية قوية تغذِّي المنتخبات الوطنية، وتعود إلى خلل في إدارة اللعبة من الاتحاد والأندية معًا. صناعة المنتخبات القوية ليس سرًّا، أنها استراتيجية واضحة تنتهجها كل الدول المتطورة رياضيًّا. الاهتمام بالفئات السنية يصنع لك أندية ومنتخبات قوية. لا يبقى إلا أن أقول: عدم استمرار المواهب الكروية التي تشارك في المنتخبات السنية هو الخلل الرئيس في معاناة الرياضة السعودية. تدرُّج اللاعب في المشاركات الدولية من الفئات السنية إلى الفريق الأول، يصنع لك لاعبًا يملك شخصية قوية وخبرة أكبر. تميَّزنا في كأس العالم 94 لأن عناصر منتخبنا، كانت من منتج كأس العالم للناشئين الذي حققه منتخبنا، إلى جانب المشاركات المميزة في البطولات القارية. نحتاج إلى مشروع رياضي مدروس، يخطط للمستقبل، ويمتد سنوات طويلة، نهتم فيه بعناصر المنتخب من الفئات السنية، وليس بالمنتخب الأول فقط. قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل: هل هناك مشروع رياضي يهتم بالفئات السنية لصناعة منتخب قوي؟!. هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك...
مشاركة :