عنوان المقال هو تعليق جميل شاهدته يتقدّم مقطع فيديو لشخص كبير في السن يلهو مع أطفال صغار بشكل لا تستطيع التفريق بينهم (في بند الحيوية)! وكم من فرد استسلم للعمر (الزمني) بل وزاد عليه بسبب قلة دافعيته وحماسه للتغيير والتطوّر. هي أعمارنا الزمنية ولا مهرب منها كما هو معلوم، ولكن هناك في القلب تكمن هوية أُخرى للإنسان، وإدارة مختلفة للزمن تقوم بتسجيل العمر الافتراضي لقلبك، وعُمر الإنسان – هنا فقط – قد يسير للوراء فيعود المُسِن شاباً، فهل رجعت للسجل المدني لقلبك مؤخراً لتدرك في أي المراحل العُمرية أنت؟! هل وجدت نفسك يوماً تتوق لنشاط كنت تمارسه وأنت طفل؟! هل يحّن قلبك لمكان كنت تشاطره مع أصدقاء الطفولة؟! هل تتمنى أن يعود الزمان للوراء سريعاً؟! هل تدمع عيناك بمجرد الحديث عن الذكريات؟! إذا كنت تقرأ حروف مقالتي الآن فلا يزال أمامك متّسع من الوقت للعودة إلى طفولتك، فالقلوب أبداً لا تشيخ! قوموا بإعادة حساباتكم مع قلوبكم، فلا تسلموا أنفسكم بالكامل لصخب الحياة العملية! اخلقوا لأنفسكم مساحة خاصة تجدون فيها أنفسكم بعيداً عن ذلك الصخب وتلك الضوضاء. اعلم أيها الإنسان أن عدد سنيّ عُمرك هي مجرد أرقام زمنية مرت وتمر عليك في حياتك، وتلك الأرقام تحتاجها لتنمو في المؤسسات بدءاً من الأسرة وحتى المجتمع الكبير، وذلك الرقم الموجود في «شهادة ميلادك» يحدد لك موعد التحاقك بالمدرسة والجامعة أو دخولك عالم العمل والزواج وغيرها من الأمور الحياتية داخل المجتمع، وتلك الأرقام يحددها الآخرون ولا دور للإنسان فيها، لكن هنالك أرقاما يحددها القلب بإيعاز منك، فاحرص أيها الإنسان على عدم رفع سقفها الرقمي! فكم من إنسان يبدو شاباً وهو في الستين، وكم من شاب حكم على نفسه دخول عالم الشيخوخة مبكراً! خلاصة الكلام، قد تبدو حبة الرمّان من الخارج قاسية وجافة ولونها شاحباً، ولكنّها تحوي حبّات حمراء كالورد طعمها يفوق لذة العسل، فمهما تأثر جسدك بالحتمية العُمرية وتغيرت ملامحه. حافظ قدر ما يمكن على حيوية قلبك وروحك! د. عبدالفتاح ناجي abdelfttahnaji@yahoo.comdr.abdelfattahnaji@
مشاركة :