المياه «كلمة السر» في حل الأزمات الاقتصادية

  • 4/1/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

حسونة الطيب (أبوظبي) أغفلت جميع النقاشات التي دارت حول الحلول الممكنة للازمات الاقتصادية، قطاع الماء، كأحد العناصر المهمة في نمو الاقتصادات الخضراء، وربما يلحق ضرر هذا الإغفال بعدد من أوجه الاقتصاد مثل، فقدان الوظائف الزراعية وتقلص استهلاك المنتجات الزراعية وشحها وارتفاع أسعارها، ما يهدد التبادل التجاري مع الاقتصادات الناشئة، فيما لا يقتصر الضرر على الزراعة، بل يشمل أيضاً الصناعة والطاقة، مايستوجب التصدي للضغوطات الواقعة على إمدادات المياه والمتمثلة في، زيادة السكان وأنماط الحياة والتغير المناخي وغيرها. ويشكل عدد من القضايا المرتبطة بالمياه مثل، الفيضانات والجفاف وعدم توفر مياه الشرب وتدهور الموارد، عائقاً في طريق التنمية، في الوقت الذي يمثل فيه النمو السكاني والاقتصادي، ضغوطاً مستمرة على موارد المياه. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تقدر الخسائر العالمية الناجمة عن عدم توفر إمدادات ملائمة من المياه، بنحو 260 مليار دولار سنوياً. والماء هو عصب الحياة الذي يعتمد عليه الإنسان والحيوان والنبات، والذي قامت عليه كافة الحضارات القديمة والحديثة. وبينما للمياه تأثير على الصحة العامة، نتج عن الزراعة وعمليات التنمية، بداية المشكلة التي يواجهها الإنسان اليوم، المتمثلة في كيفية الحصول على مياه صالحة للشرب سواء للإنسان أو الحيوان، وفي إدارة مخلفات البشر. وتغطي المياه 70% من سطح الكرة الأرضية، 97.2% منها مالحة ونسبة ضئيلة لا تتعدى سوى 2.8% عذبة. وتتوفر المياه الصالحة للشرب في معظم المناطق المأهولة بالسكان، رغم أن تكلفتها ربما تكون مرتفعة وغير متوفرة بالقدر الكافي. وتتعدد مصادر المياه من أرضية مثل الجوفية والينابيع، ومياه الأمطار التي تشمل المطر والبرد والثلج والضباب، والمياه السطحية من أنهار وجداول وأنهار جليدية، ومصادر بيولوجية مثل النباتات، بالإضافة إلى مياه البحار المحلاة وشبكات إمدادات المياه. ويشكل الماء، جزءاً أساسياً من الدم ومن الوسائط الرئيسية في التفاعلات الكيميائية، بجانب محافظته على مستوى حرارة الجسم من خلال التعرق. ويعمل الماء، على مساعدة الدم لحمل المواد المغذية من المعدة، لكافة الأجزاء الأخرى من الجسم، وكذلك الحال في الأوكسجين من الرئتين. واللعاب الذي يتكون معظمه من الماء، يساعد الإنسان والحيوان على هضم الطعام. وتتراوح كمية الماء في الجسم، بين 60 إلى 70%.وعادة ما تستغل مياه الينابيع للمياه المعبأة، في حين تشير مياه الصنابير لشبكات المياه المتصلة بالمرافق السكنية والصناعية والتجارية وغيرها. وللاستهلاك الآمن، من الضروري معالجة هذه المياه. والصنابير أكثر الطرق كفاءة لتوصيل مياه الشرب، حيث تتطلب أنابيب المياه استثمارات ضخمة. وتصل تكلفة استبدال بنية تحتية قديمة لشبكة مياه ونظام صرف صحي في البلدان الصناعية، لنحو 200 مليار دولار، ونتيجة لذلك، ربما تجد الدول الفقيرة، صعوبة في امتلاك بنية تحتية ملائمة، ما يدفع الناس لإنفاق جزء مقدر من دخولهم للحصول على المياه. وفي أميركا، يقدر متوسط استهلاك الأسرة، بنحو 69.3 جالون (262 لتراً) يومياً. ويعتبر توفر المياه بكميات كبيرة من العناصر الضرورية للحضارة، ومع أن التأكيد على أهمية جودة مياه الشرب، ليس بالقضية الجديدة، فإن أهمية توفر الصرف الصحي الملائم، لم تكن في الاعتبار حتى حلول القرن التاسع عشر. ... المزيد

مشاركة :