65 طالب توحد في 14 مدرسة مطبقة لمشروع الدمج ومعلم لكل طالب

  • 4/2/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

أفاد وزير التربية والتعليم ماجد بن علي النعيمي أن عدد المدارس المطبقة لمشروع دمج الطلبة ذوي اضطرابات التوحد القابلين للتعلم في المدارس الحكومي في العام الدراسي الحالي 2017-2018 بلغ 14 مدرسة ابتدائية للبنين والبنات، تضم 65 طالباً وطالبة، من بينهم 28 طالباً مدمجين كلياً في الصفوف العادية. وأكد النعيمي في تصريح لـ «الأيام» بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، أن الوزارة قامت بإنشاء صفوف بمواصفات خاصة، وتوظيف معلمين مؤهلين، بواقع معلم لكل طالب، وتوفير عدد من العاملين لرعاية الطلبة، وتطبيق برامج وتقنيات أكاديمية وسلوكية معتمدة دوليا. النتائج المتميزة لتجربة دمج هؤلاء الطلبة على صعيد تحسين قدراتهم الأكاديمية والسلوكية والاجتماعية، تمثل إضافة نوعية لنجاحات الوزارة في سياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلم بجميع فئاتهم، تجسيدا لما نص عليه دستور المملكة وقانون التعليم من أن التعليم حق تكفله الدولة للجميع، بما يراعي الاختلاف في إمكانياتهم وقدراتهم في التحصيل الدراسي.وأشار الوزير إلى أن الوزارة أولت اهتمامها أيضا بمواهب وإبداعات هذه الفئة من الطلبة، من خلال إشراكهم في البرامج التي ينفذها مركز رعاية الطلبة الموهوبين، ومن أبرزها برنامج الحاسبة الصينية لطلبة التوحد، الذي احتضن العديد من الطلبة المتميزين في الرياضيات، وطور من قدراتهم الذهنية، وأسهم في تنمية مهاراتهم في التفكير الإبداعي والتركيز والتحليل والاستنتاج. وقال: «يحق لمملكة البحرين أن تفتخر بتجربتها الرائدة في، والتي تعد من أبرز إنجازات المسيرة التعليمية المباركة في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وبدعم من الحكومة الرشيدة، على الرغم من التحديات الكبيرة التي كانت تواجه هذه التجربة الجديدة على الميدان التربوي». وأنشأت وزارة التربية والتعليم صفوف التوحد بمواصفات تربوية عالمية معتمدة، إذ ينقسم الصف إلى عدة أركان مبطنة بمادة اسفنجية عازلة، بهدف تسهيل توجيه الطلبة، وإبعادهم عن المشتتات المعيقة لعملية تعليمهم، والمحافظة على سلامتهم، ومنها ركن للتدريس الفردي، وآخر للتدريس والعمل الجماعي، وركن للتلفزيون واللعب، وآخر لتزويد الطلبة بالمهارات الحياتية كآداب تناول الطعام، كما يحوي كل صف أدوات للتعلم الإلكتروني كالسبورة الذكية. ويتم في كل مدرسة تعيين معلم لكل طالب، وفقًا لمعايير برامج التوحد العالمية، إضافة إلى مرشدين اجتماعيين لمعالجة المشكلات السلوكية، واختصاصيين للنطق والتخاطب، مع توفير برامج تدريبية مستمرة لهم بالتعاون مع جهات مختلفة، منها جامعة الخليج العربي.حسن يتفوق على زملائه العاديين بالرياضيات ساهم التحاق الطالب حسن عاشور ببرنامج دمج الطلبة ذوي اضطراب التوحد في مدرسة الروضة الابتدائية للبنين، في اكتشاف قدراته المتميزة في مادة الرياضيات، والتي تفوق نظرائه من الطلبة العاديين، وخاصة فيما يتعلق بالأرقام والعمليات الحسابية. كان في بداية التحاقه بالمدرسة كثير الحركة ويرفض الاستجابة لتوجيهات معلماته، ولكنه بعد فترة بدأ في التكيف مع البيئة المدرسية وتطورت قدراته الاكاديمية، وعليه تم في الصف الثاني الابتدائي دمجه دمجًا جزئيًا مع الطلبة العاديين، وقد أبدت معلمة الصف ملاحظتها بأن الطالب يتطور بشكل ملحوظ ويتقن الكفايات بصورة سريعة متميزة، مما مكنه من الدمج الكلي في الصف العادي بدءًا من الصف الثالث الابتدائي. زيد المسلماني.. تفوق دراسي ونشاط كشفي التحق الطالب ببرنامج الدمج بمدرسة سند الابتدائية للبنين في العام الدراسي 2015-2016م، حيث تطورت قدراته الاكاديمية والسلوكية بشكل ملحوظ، مما مكنه من الدمج في الصف العادي في العام الدراسي التالي، واستمر في حصد شهادات التفوق، مبينا بذلك مثالا للنجاح المشترك بين مثابرة الطالب وتعاون ولي الأمر واهتمامه والمجهود المبذول من قبل معلمات صف التوحد وإدارة التربية الخاصة، كما تم اشراك الطالب في فريق الكشافة وتميز في ذلك بشهادة معلماته. علي شهاب مذيع المدرسة المتميز تحدث حسين شهاب ولي أمر الطالب علي عما كان عليه ابنه قبل التحاقه بالمدرسة، وقال: «كان يعاني من تأخر شديد في تحصيله الدراسي، فضلا عن صعوبة بالغة في التواصل الاجتماعي، إلا أن وضعه اليوم، وبعد مرور عام دراسي واحد فقط، شهد علي تغيرًا جذريًا نحو الأفضل على الصعيدين الأكاديمي والسلوكي، لذا تم البدء بدمجه مع بقية الطلبة في الفصول العادية، كما حقق حضورًا متميزًا في أنشطة الإذاعة المدرسية». من جانبه، أكد الأستاذ إيهاب نبيه معلم التربية الخاصة بالمدرسة أن الطالب «علي» أثبت أن ذوي اضطرابات التوحد قادرون على تسطير قصص نجاح متميزة، متى ما وجدوا البرامج التربوية الملائمة لهم، والبيئة المدرسية المحفزة، وهذا ما وفرته الوزارة في مدارس الدمج، مبينا أن المدرسة أعدت خطة شاملة لتفعيل دور «علي» في الفضاء المدرسي، عبر إشراكه في الإذاعة المدرسية والأنشطة التربوية المتنوعة، وقد أبدع في هذه المجالات بشكل ملفت، ما أدى إلى اختياره لإلقاء كلمتين باللغتين العربية والإنجليزية في حفل تكريم المتفوقين في العام الدراسي الماضي.محمد يفوز بمسابقة الحدائق من داخل صف التوحد، التقت «الأيام» بالمعلمة منى حسن والتي حدثتنا عن الجهود والاهتمام الذي يولونه لطلبة التوحد، والبرامج التربوية المتخصصة التي تساعد الطلبة على التقدم الأكاديمي وتراعي سلوكياتهم وتعمل على تنميتها، مما نتج عنه الكثير من قصص النجاح. ومن بين تلك النماذج، أشارت المعلمة للطالب محمد عبد علي، الذي تطور وبشكل كبير، بعد أن التحق في البداية بصفوف الدمج لمدة فصل واحد، وأظهر تقدمًا ملحوظًا، ثم تم دمجه جزئيا مع وجود معلمة. وقالت: «في الفصل الثاني استطاع محمد أن يدمج وبشكل كلي في الصفوف العادية، وقد حقق المركز الثاني في مسابقة الحدائق فئة أدواتي للحديقة في المعرض الدولي للحدائق العام الماضي». والدة الطالب محمد هي الأخرى كانت حاضرة بالصف، وقد أشادت بدورها بالاهتمام الذي يحظى به الطالب في المدرسة، والجهود المبذولة لمساندة طلبة التوحد، والتي أثمرت تلك الجهود بانتقال حسن من صف الدمج إلى الصفوف العادية وفي فترة قصيرة، مثمنة دور الهيئة التعليمية والإدارية لتحسين ورفع مستوى طلبة التوحد.

مشاركة :