رام الله: «الشرق الأوسط» اقتحم وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل، أمس، المسجد الأقصى المبارك، بعد ساعات قليلة فقط من تحذير السلطة الفلسطينية من جر المنطقة إلى حرب دينية، جراء إعلان السلطات الإسرائيلية نيتها اتخاذ إجراءات جديدة تمكن اليهود من الصلاة في الأقصى. وفوجئ المصلون في الأقصى بوزير الإسكان الإسرائيلي على رأس العشرات من المستوطنين المتطرفين، يقتحمون ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. وقال شهود عيان، وحراس للمسجد، إن أريئيل تفقد أرجاء المكان في جولة استمرت نحو نصف ساعة، بينما كان حاخامات يؤدون صلوات تلمودية في المكان. وقال «مركز معلومات وادي حلوة» في القدس: «إن الوزير الإسرائيلي اقتحم الأقصى، برفقة 45 مستوطنا، عبر (باب المغاربة)، وقاموا بجولة في ساحات المسجد بالكامل استمرت 45 دقيقة، ثم خرجوا من (باب السلسلة)، وخلال ذلك تعالت أصوات التكبيرات من قبل المرابطين في المسجد». وأكدت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، أن من بين المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى «حاخامات» و«طلبة مدارس دينية». وقالت المؤسسة في بيان: «إن ما يحدث في المسجد الأقصى هو في الحقيقة هجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بدعم حكومي رسمي وممنهج، تشترك فيه كل مركبات أذرع الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي، ويهدف إلى تحقيق هدفين بالأساس: تنفيذ مرحلي لتقسيم زماني في المسجد الأقصى، وتحويل ساحات المسجد الأقصى، التي هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، إلى ساحات عامة، وتحويل التعامل معها كأنها حدائق عامة تابعة لبلدية الاحتلال». وأضافت: «إن محاولة فرض هذا الواقع الاحتلالي بقوة السلاح، لن يعطي الاحتلال شرعية أو سيادة في الأقصى، بل تظل إجراءات وممارسات احتلالية باطلة، وسيظل الأقصى بمساحته الكاملة 144 دونما، حقا خالصا للمسلمين». وجاء اقتحام الوزير المستفز للفلسطينيين والمسلمين، بعد ساعات فقط من تحذير السلطة الفلسطينية من حرب دينية، معتبرة أن تصريحات المفوض العام للشرطة الإسرائيلية، يوحنان دانينو، بشأن السماح لليهود بدخول المسجد الأقصى المبارك بصفته ساحات «جبل الهيكل»، تمثل دعوة صريحة للعنف والفوضى والمصادمات، ولحرب دينية في المنطقة. وكان دانينو أعلن عن نيته السماح رسميا لليهود بالدخول إلى المسجد الأقصى، معتبرا ذلك «حقا مضمونا لليهود، لا يجوز النقاش فيه أبدا». وأضاف: «كل يهودي يريد أن يصلي في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) ويريد أن يصل إليه، يجب أن نضمن له هذا الحق، وضمن الأوقات المحددة لذلك». وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من أن «تواصل تصريحات ومواقف المستوى الإسرائيلي الرسمي التي تدعو إلى السيطرة اليهودية الكاملة على المسجد وتقسيمه»، إنما «تشكل سابقة خطيرة جدا، وتشجيعا لما تقوم به العصابات اليهودية المتطرفة من اقتحامات وتخريب للمسجد». وأرسل وزير الخارجية، رياض المالكي، رسائل متطابقة لعدد من المسؤولين الأمميين، يحث خلالها الدول الأعضاء لعقد اجتماعات طارئة واستثنائية، والتحرك العاجل من أجل وقف هذا العدوان الغاشم، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه المواقف وتداعياتها السلبية على المفاوضات وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة. وحذرت الحكومة الفلسطينية، أمس، من استمرار حملة التحريض الإسرائيلية على المقدسات الفلسطينية، وقالت إن ذلك «بمثابة ضوء أخضر للمستوطنين لتصعيد اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم، الأمر الذي ينتهك كل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، ويقوض عملية المفاوضات والجهود الدولية المبذولة في العملية السلمية».
مشاركة :