علاج جديد يعرقل تطور مرض التصلب المتعدد

  • 4/2/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – كشفت دراسة حديثة عن دواء جديد لعلاج الحالات المتأخرة من التصلب المتعدد يقلل من تطور المرض على المدى القصير رغم ضآلة تأثيره. واعتمدت الدراسة، التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية نقلا عن دورية لانسيت العلمية، على عينة بحثية بلغ عدد المشاركين فيها 1327 من المصابين بالتصلب المتعدد. ووفقا للدراسة، بلغت نسبة من تفاقمت لديهم أعراض المرض بعد تناول عقار سيبونيمود لثلاثة أشهر 26 بالمئة، بينما زادت نسبة من تعاطوا أقراصا أخرى إلى 32 بالمئة. ولا يوجد حتى الآن علاج للتصلب المتعدد الثانوي المترقي، ما دعا أحد الخبراء في هذا المرض إلى التشديد على استمرار البحث عن طرق جديدة لعلاجه. وهناك حوالي 100 ألف بريطاني يعانون من التصلب المتعدد، وأغلبهم عند درجات إصابة مزمنة وفي حالات متأخرة من المرض. ويؤثر التصلب المتعدد على الجهاز العصبي المركزي للمصابين، وقد تلحق آثاره أضرارا بالرؤية والتوازن وقد تكون في شكل إرهاق أو تصلب في بعض مناطق الجسم. تبدأ الإصابة في شكل انتكاسات عابرة ثم تتطور إلى تصلب متعدد مترقي ثانوي خلال فترة تمتد من 15 إلى 20 سنة. التصلب المتعدد من الأمراض المناعية المعقدة التي تعرقل حياة المصاب وتضعف قدرته على القيام بأنشطته اليومية التي تعود عليها. وتمكن العلماء من اكتشاف جملة من العلاجات والأودية في محاولة لكبح جماح هذا المرض لكن ظلت النتائج محدودة الفعالية في كل مرة وسجل متوسط وقت الإصابة لدى أفراد العينة البحثية لهذه التجربة، التي مولتها شركة نوفارتس للأدوية، 17 سنة، من بينها أربع سنوات في حالة متأخرة من المرض.وكان أغلب أفراد العينة المفحوصة يحتاجون إلى مساعدة أثناء المشي. لكن بمعايير الإعاقة التي استخدمت في متابعة تقدم المرض، كشفت الدراسة عن أن هناك تراجعا بواقع 21 بالمئة في تدهور القدرة على المشي وتحريك الأذرع لدى المرضى الذين يتناولون العلاج الحقيقي مقابل من يتناولون الحبوب الوهمية. لكن الفريق البحثي الدولي كشف أيضا عن أن الدواء لا يساعد على الاحتفاظ بسرعة المشي علاوة على آثار جانبية تنتج عن تناوله رغم اعتباره علاجا آمنا. وقال لادويغ كابوس، الأستاذ بجامعة بازل ورئيس الفريق البحثي “رغم أن النتائج لم تأت بالمستوى الذي كنا نأمل في تحقيقها، لكنها دراسة كبيرة وثرية”. وأضاف أن معنى ما توصلت إليه النتائج أن “سيبونيمود ما هو إلا أحد الخيارات لعرقلة المرض عن التقدم إلى حالات متأخرة”. وقالت سوزان كوهلهاس، مديرة القسم البحثي بجمعية مكافحة التصلب المتعدد، إن “هذه النتائج تقربنا من أول علاج لمن يعانون من التصلب المتعدد المترقي الثانوي، وهو في حد ذاته خبر جيد”. وأضافت أن “التجربة أظهرت أن سيبونيمود له أثر قوي في الإبطاء من تقدم الإصابة بالإعاقة الناتج عن المرض، وهو أمر يشجع على المزيد من الدراسة”. في المقابل، قالت لوني ميتز، أستاذة الطب بجامعة كالغاري في كندا، إن هناك ضرورة “لإجراء تجربة ثانية للتأكد من فوائد الدواء وأثره بعد تلقي العلاج لفترة أطول من ثلاثة إلى ستة أشهر”. وأضافت أنه “رغم أن سيبونيمود يقلل الوقت المستغرق في تأكيد الإعاقة بين حالات التصلب المتعدد المترقي، جاء أثره الإيجابي على تلك الحالات محدودا”. وتابعت: “أرى أن غياب الفارق الهام للنتائج السريرية الثانوية الأساسية يمثل نتيجة محبطة، ولا يرجح أن سيبونيمود علاج فعال للتصلب المتعدد المترقي”. كما أكدت على استمرار الحاجة إلى أفكار جديدة لعلاج الآليات غير الالتهابية. يُذكر أن هذا العلاج يحتاج إلى موافقة وكالة الأدوية الأوروبية علاوة على توصية الجهات الطبية في بريطانيا بأنه فعال من حيث التكلفة قبل أن توفره الهيئة الوطنية لخدمات الرعاية الصحية. التصلب المتعدد هو مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي بسبب قيام الجهاز المناعي بمهاجمة أنسجته الخاصة التصلب المتعدد هو مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي) وذلك بسبب قيام الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة أنسجته الخاصة فيما يعرف بالمناعة الذاتيه، فيقوم بتدمير غشاء الميلين الذي يغلف معظم الخلايا العصبية في المخ، مما يسبب تكون بقع (لويحات) من المناطق الخالية من الميلين ويتسبب ذلك في ظهور أعراض المرض والإعاقة فيما بعد. عُرف هذا المرض قديمًا باسم التصلب المنتشِر. وهذه التسمية لا تخلو من الدقة حيث أن السمة الرئيسية المرتبطة بهذا المرض هي أعراضه المنتشرة في أماكن متعددة من الجهاز العصبي وعلى أوقات مختلفة أيضا. وفي دراسة أجريت بالنرويج، لوحظ أن نسبة الإصابة بالمرض تزداد في المجتمعات الزراعية (حيث اللحوم الحيوانية مكـون أساسي بالوجبـات) عن المجتمعات السمكيـة (التي تعتمد على الأسماك بشكل أساسي). في أميركا الشمالية وأوروبا (وبالذات اسكتلندا) تسجل سنويا أكثر من 2 إلى 10 حالات إصابة جديدة لكل 100 ألف من السكان وهذه النسبة تعد من أعلى نسب الإصابة في العالم. ويعاني ما يقرب من مليوني شخص حول العالم، منهم 400 ألف في الولايات المتحدة الأميركية من التصلب المتعدد وهو مرض مزمن لا علاج له. التصلب المتعدد هو السبب الرئيس في الإعاقات غير الناجمة عن الإصابات الجسدية لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والأربعين عامًا. ويُعاني المرضى المصابون “بالتصلب المتعدد الناكس” (وهو التشخيص المبدئي لـنسبة 85 بالمئة من المصابين بالتصلب المتعدد) نوبات جديدة أو تفاقم في الأعراض “انتكاسات” مع فترات شفاء بينها. لا يسعى الباحثون للوصول إلى علاج لهذا المرض فحسب، ولكنهم يبحثون أيضا عن اكتشاف طريقة للوقاية منه من الأساس.

مشاركة :