بكين تتحدّى واشنطن وتسعّر الحرب التجارية

  • 4/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

زادت الصين الرسوم الجمركية بما يصل إلى 25 بالمئة على 128 منتجاً أمريكياً، من بينها لحوم الخنازير المجمدة والمشروبات وبعض الفواكه والمكسرات، لتصعِّد خلافاً بين أكبر اقتصادين في العالم، وذلك رداً على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الألمنيوم والصلب.وأعلنت وزارة المالية الصينية مساء أمس الأحد الرسوم الجديدة، التي يبدأ سريانها اليوم الاثنين، وهي تتوافق مع قائمة تعريفات محتملة على سلع أمريكية تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار نشرتها الصين في 23 مارس/آذار. وبعد قليل من إعلان الرسوم، حذرت مقالة افتتاحية في صحيفة جلوبال تايمز الصينية الواسعة الانتشار من أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد ظنت أن الصين لن ترد أو لن تتخذ سوى إجراءات رمزية فيمكنها الآن أن تقول «وداعاً لذلك الوهم». وأضافت المقالة الافتتاحية «بالرغم من أن الصين والولايات المتحدة لم تقولا علناً إنهما في حرب تجارية، فإن شرر تلك الحرب بدأ يتطاير بالفعل».قالت وزارة التجارة الصينية إنها قررت تعليق التزاماتها لمنظمة التجارة العالمية بخصوص خفض الرسوم الجمركية على 120 منتجاً أمريكياً من بينها الفواكه والإيثانول. وسيتم رفع الرسوم على تلك المنتجات بنسبة إضافية تبلغ 15 بالمئة.وأضافت الوزارة أن ثمانية منتجات أخرى، من بينها لحم الخنزير والألمنيوم الخردة، ستخضع لرسوم إضافية بنسبة 25 بالمئة، مع بدء سريان الرسوم الجديدة في الثاني من إبريل/‏نيسان. وتابعت «تعليق الصين لتخفيضاتها الجمركية هو إجراء مشروع جرى تبنيه بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية لحماية المصالح الصينية».وتتحرك الصين للرد سريعاً وسط تصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، والتي هزت الأسواق المالية العالمية في الأسبوع الأخير في ظل تخوف المستثمرين من نشوب صراع تجاري شديد بين البلدين يضر النمو العالمي. تعريفات جديدة وعلى صعيد منفصل، يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية تزيد قيمتها على 50 مليار دولار على سلع صينية بهدف معاقبة بكين بسبب مزاعم أمريكية بأن الصين تتعدى بشكل منهجي على حقوق الملكية الفكرية الأمريكية، وهو ما تنفيه بكين.ووعدت الصين مراراً بفتح اقتصادها بشكل أكبر، ولكن مازالت شركات أجنبية كثيرة تشكو من المعاملة غير العادلة. وحذرت الصين الولايات المتحدة يوم الخميس من فتح صندوق الشرور والتسبب في سلسلة من ممارسات الحماية التجارية في أنحاء العالم.وتكشف إدارة ترامب هذا الأسبوع النقاب عن قائمة بالواردات الصينية التي ستفرض عليها الولايات المتحدة تعريفات جمركية لمعاقبة بكين على سياسات نقل التكنولوجيا في خطوة من المتوقع أن تزيد من التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.وقال مسؤولون بالإدارة إنه من المتوقع أن تستهدف القائمة التي تشمل واردات سنوية تتراوح قيمتها بين 50 مليار دولار و60 مليار دولار منتجات التكنولوجيا المتطورة، وإنه ربما يكون هناك أكثر من شهرين على بدء سريان هذه التعريفات.ويتعين أن يكشف مكتب الممثل التجاري الأمريكي النقاب عن قائمة المنتجات بحلول الجمعة، بموجب إعلان التعريفات الجمركية على الصين الذي وقعه ترامب في 22 مارس/‏آذار.وتهدف هذه التعريفات إلى فرض تغييرات في سياسات الحكومة الصينية التي يقول الممثل التجاري الأمريكي إنها تؤدي إلى نقل «غير اقتصادي» للملكية الفكرية الأمريكية للشركات الصينية. الملكية الفكرية ويقول تحقيق مكتب الممثل التجاري بموجب (البند 301) الذي يجيز فرض هذه التعريفات إن الصين سعت بشكل ممنهج إلى التعدي على الملكية الفكرية الأمريكية من خلال شروط إقامة مشروعات مشتركة وقواعد غير عادلة للترخيص التكنولوجي وشراء شركات تكنولوجيا أمريكية بتمويل من الدولة وسرقة صريحة.ونفت الصين أن قوانينها تشترط نقل التكنولوجيا، وهددت بالرد على أي تعريفات جمركية تفرضها الولايات المتحدة من خلال فرض عقوبات تجارية من جانبها، مع احتمال استهدافها منتجات أمريكية مثل فول الصويا أو الطائرات أو المعدات الثقيلة. سياسة بروكسل أوروبياً، دعا رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى بألمانيا لفحص السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الخلاف التجاري بينهما حول تحرير التجارة.وقال شتيفان فايل في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «كانت هناك مزاعم من جانب الولايات المتحدة أن الاتحاد الأوروبي يود عزل سوقها في بعض المواضع دائماً. لا بد من استيضاح ذلك. وإذا كان الأمر كذلك، فلن يعد حينئذٍ من العدل والإنصاف مراعاة المصالح الخاصة فقط دون الاهتمام بغيرها». وأضاف قائلاً: «الاقتصادات مرتبطة ببعضها بعضاً بشكل وثيق تماماً، بحيث يجب أن يكون لكل منها مصلحة دون أن تضر بالآخر».يذكر أن الاتحاد الأوروبي حصل مؤخراً على استثناءات من الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألمنيوم، ولكن الإعفاء من هذه الرسوم يسري حتى شهر مايو/‏أيار القادم فقط. ولاتزال مناقشات جارية من أجل التوصل لحل دائم.وكانت كوريا الجنوبية أول دولة اتفقت مع واشنطن على استثناء غير محدد المدة من الرسوم الجمركية الأمريكية، إلا أنها قدمت في المقابل تنازلات كبيرة فيما يتعلق باستيراد سيارات أمريكية مثلاً.وقال فايل ل «د.ب.أ»: «لا يمكنني تصور أنه من شأن السيارات الأمريكية أن تمثل تهديداً وجودياً لقطاع صناعة السيارات الألماني».وأشار إلى أن ولاية سكسونيا السفلى التي يترأس حكومتها معتمدة بشكل أساسي على التصدير، «لذا فإن لدينا مصلحة كبرى تماماً في تحقيق تجارة عالمية حرة وعادلة».وحذر من أن أية إجراءات حمائية تكون مرتبطة دائماً بارتفاع خطر حدوث ضرر ذاتي، مشدداً على ضرورة أن يمضي الاتحاد الأوروبي قدماً في قضايا المنافسة العادلة، بحيث يقدم مثالاً جيداً، وقال: «حينئذٍ يمكنه الدفاع عن المنافسة العادلة في جميع أنحاء العالم بأسباب وجيهة». «الصناعة» الألماني وانتقد اتحاد الصناعة الألماني السياسة التجارية للولايات المتحدة، باعتبارها محاولة من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإضعاف منظمة التجارة العالمية.وقال «دايتر كيمف» رئيس اتحاد الصناعة الألماني في برلين أمس الاثنين، في حين يدعو ترامب إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية «فالواقع أن واشنطن تدمر قانون التجارة الدولية».وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت مؤخراً تعيين قضاة في محكمة استئناف منظمة التجارة العالمية والتي تتولى تسوية النزاعات التجارية بين دول العالم، وهو ما سيؤدي إلى تباطؤ نظر هذه النزاعات بحسب «كيمف».وأقامت الولايات 117 دعوى ضد دول منظمة التجارة العالمية منذ 1995، مقابل 97 دعوى أقامها الاتحاد الأوروبي و15 دعوى أقامتها الصين.(وكالات)

مشاركة :