أكّد المستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقًا، الدكتور فيصل مرزا، لـ"عاجل" اليوم الثلاثاء، أن الهجوم الحوثي الإيراني الذي استهدف ناقلة نفط سعودية غرب ميناء الحديدة باليمن، يعد تهديدًا صارخًا للملاحة البحرية وتهديدا لأمن الطاقة العالمي. وأشار إلى الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب في البحر الأحمر، الذي يبلغ طوله 20 كم فقط، حيث يلتقي البحر الأحمر بخليج عدن في بحر العرب، ما يجعل مئات من السفن هدفًا سهلًا. وبين أن ما تستهدفه إيران يتمثل في عرقلة الممر المائي، الذي يعدّ واحدًا من أهم الطرق التجارية لناقلات النفط، التي تمرّ من خلاله بعد تحميل شحنات النفط ومشتقاته من الخليج العربي، في طريقها لعبور قناة السويس إلى أوروبا والدول المطلة على البحر المتوسط. وأكّد أن تنفيذ الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لعمليات إرهابية ضد السفن السعودية بباب المندب، ومن قبل تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، لن يؤثر على القرار السعودي بمحاربة الإرهاب، لأن التهديدات الإيرانية تعدّ مجرد "سحابة صيف" ستنقشع عما قليل. وأضاف أن عرقلة طريق الشحن الحيوي الذي يربط البحر الأبيض المتوسط ببحر العرب والمحيط الهندي، سوف يؤثر على الملاحة البحرية، ويمثل تهديدًا خطيرًا لحرية الملاحة والتجارة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وسوف يؤثر على ارتفاع الأسعار، نظرًا إلى إضافة تكاليف التأمين على الناقلات النفط. موضحًا أن النقل الآمن للنفط أمر بالغ الأهمية للتجارة العالمية والنمو الاقتصادي، حيث يتم نقل غالبية صادرات النفط العالمية من خلاله. وأشار إلى أن ترتيب الممرات المائية من حيث الأهمية كالتالي: مضيق هرمز ومضيق ملقا، وقناة السويس ومضيق باب المندب ومضيق البسفور وقناة بنما، ويعتبر مضيق باب المندب شريان رئيسي للحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، ويعد رابع أكبر الممرات من حيث عدد براميل النفط التي تمر به يوميًّا، حيث يمر خلال المضيق أكثر من 5 ملايين برميل يوميًّا من النفط ومشتقاته، وحوالي 10 بالمئة من الغاز الطبيعي المسال. وهذه الخصائص جعلت مضيق باب المندب يحتلّ المرتبة الرابعة عالميًّا بعد قناة السويس، ولكنه يعد الشريان الأساسي، حيث إنه بوابة عبور السفن في طريقها لقناة السويس، وإغلاق باب المندب يمنع الناقلات والسفن من الوصول إلى قناة السويس وخط أنابيب سوميد، الذي ينقل النفط إلى أوروبا والدول المطلة على البحر المتوسط. وأوضح، أن تجارة النفط العالمية سوف تتأثر، ما سيؤدى لارتفاع النفط، وكذلك ارتفاع تكاليف الشحن، إضافة إلى تهديد أمن الطاقة العالمي، وهذا ضرره الأكبر ليس على الدول المنتجة للنفط فحسب، بل سيكون الضرر الأكبر على الدول المستهلكة للنفط أيضًا. وأشار إلى أنه بعد فشل إيران في إغلاق مضيق هرمز من قبل، فإنها تهدد الآن أمن الطاقة العالمي في عبور البحر الأحمر، فالتهديد بإغلاق مضيق هرمز كان ورقة استخدمتها إيران خلال حربها مع العراق، وتقريبًا عند كل توتر بينها وبين الولايات المتحدة، وفي محولات الضغط على دول الخليج، ورغم كل ذلك لم يحدث أن أغلقت المضيق، حيث كان محاولة منها للتأثير على القرارات السعودية من خلال التهديد بإغلاق المضيق. وأشار إلى أن مضيق هرمز معبر دولي مهم للغاية، ويحقّ للسفن المرور فيه دون شرط، ومن حق جميع الدول الملاحة فيه، ولا يملك أحد التحكم به، ففي القانون الدولي المضيق جزء من أعالي البحار، وهذا المضيق يمثّل عنق زجاجة لكثير من صادرات الخليج العربي النفطية، لذلك من المحال أن يترك للعبث تحت أي ظرف. وأضاف، بأن مضيق هرمز أهم ممر مائي لتجارة النفط في العالم؛ حيث يمر عبره يوميًّا نحو 40 بالمئة من إجمال صادرات النفط ومشتقاته للعالم. وبالرغم من تكرار التهديد بإغلاقه، إلا أنه لم يسبق له أن أغلق، ولا تملك إيران سوى افتعال بعض المشكلات التي تهدد أن تجعل المرور من خلاله محفوفًا بالمخاطر، بنشر عدد من الألغام.، ولكن آثار ذلك ستكون كارثية على إيران حيث سيفتح عليها أبواب جهنم، ابتداءً من انهيار ما تبقى من اقتصادها المنهار أصلًا، وصولًا إلى ما هو أخطر خصوصا بعد اتحاد العالم أجمع ضدها. يذكر أن الميليشيات الحوثية الإيرانية استهدفت سفينة نفط سعودية في المياه الدولية قبالة ميناء الحديدة، وأصابتها بإصابات طفيفة، وواصلت السفينة مسيرها إلى جهة وصولها.
مشاركة :