أوضح مستشار شؤون الطاقة وتسويق النفط مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقًا الدكتور فيصل مَرزا، لـ"عاجل"، اليوم الاثنين؛ أسباب انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية. وقال إن غالبية محللي أسواق النفط، فسروا انخفاض الأسعار بتراجع أنشطة التكرير الصينية، وبلوغ إنتاج الخام الأمريكي مستوى قياسيًّا عند 10.9 مليون برميل يوميًّا، مضيفًا أنه يعتقد أن تراجع الأسعار جاء بسبب حالة من عدم اليقين تم بثها في أسواق النفط بعد إصدار تقرير منظمة أوبك الشهري، الذي أشار إلى هيمنة حالة من عدم اليقين على الأسواق في النصف الثاني من هذا العام، في الوقت الذي يُفترض فيه أن تراعي تقارير منظمة أوبك الشهريّة مصالح أعضائها من دول الإنتاج. وأضاف أن القرير الشهري أفاد بأن ضبابية شديدة تكتنف آفاق أسواق النفط في النصف الثاني من العام الحالي، رغم أن أرقام التقرير وبياناته تظهر تصريف تخمة المعروض العالمي وتراجع المخزونات. وأشار إلى أن تقرير أوبك الشهري ترك التوقعات لنمو الطلب العالمي هذا العام دون تغيير عند 1.65 مليون برميل في اليوم، دون أن يعكس النمو الاقتصادي العالمي القوي الذي ساعد على التخلص من وفرة النفط. وأوضح أن تقرير منظمة أوبك جاء غريبًا ومتناقضًا رغم أن الأرقام والبيانات تشير إلى أن مخزونات النفط انخفضت في شهر أبريل المنصرم إلى 26 مليون برميل دون متوسط السنوات الخمس؛ حيث كانت المخزونات قد بلغت 340 مليون برميل فوق المتوسط في يناير عام 2017. ومع أساسيات السوق القوية ونجاح اتفاقية خفض الإنتاج التاريخي بعد مضي 18 شهرًا وتوازن السوق، تأتي منظمة أوبك بتقرير شهري تتناقض أرقامه الصعودية التي تعكس أساسيات السوق القوية وانتهاء الوفرة العالمية، ولكن باستخدام مصطلحات ومفردات سلبية لا تعكس أرقامه وبياناته، خاصّة ما جاء في بداية المقال الافتتاحي للتقرير الذي ركّز عليه وتناقله كثيرًا الإعلام النفطي الغربي بأنه "أدت التطورات الأخيرة في سوق النفط إلى عدم اليقين حول النصف الثاني من العام"؛ ما بثّ حالة من الضبابية في السوق قبيل الاجتماع. وتابع أن هذه المصطلحات المستخدمة في تقرير أوبك الشهري، ولّدت الشكوك بعدم اليقين واحتمالية عودة مزيد من المعروض إلى السوق. وكان ذلك مُربكًا تمامًا للسوق، في ظل نقص الإمدادات وسط العقوبات الأمريكية التي سوف تحدّ من الصادرات الإيرانية بجانب احتمال حدوث مزيد من الانخفاضات في إنتاج النفط الفنزويلي. وتساءل: "كيف يمكن أن تتناقض مفردات تقرير أوبك مع بيانات كامل التقرير التي تراجعت الأسعار بسببها؟ فيما يتم إصدار تقرير أوبك شهريًّا لتقديم إرشادات واضحة لجميع الأطراف العالمية في صناعة النفط، وتحتوي صياغته على استنتاجات وتوجيهات مهمّة"، موضحًا أنه كان من المُفترض توخي الحذر في انتقاء الكلمات. وأضاف أنه في الجهة المقابلة، جاء تقرير وكالة الطاقة الدولية التي تراعي مصالح أعضائها من دول الاستهلاك عكس ذلك؛ حيث جاء تقريرها الشهري يعكس تأثير النمو الاقتصادي على زيادة الطلب العالمي على النفط الذي سيسجل نموًّا مطردًا في عام 2019 بفضل متانة الاقتصاد العالمي واستقرار الأسعار، كما عدّلت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لزيادة الطاقة التكريرية العالمية في عامي 2018 و2019؛ حيث توقعت زيادة الطاقة التكريرية في 2018 بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًّا، مقارنةً بالتقديرات السابقة البالغة 1.3 مليون برميل يوميًّا. وبين أن العالم ينتظر نتائج اجتماع أوبك التي من المُتَوقع أن تغير استراتيجيتها وتخفف التخفيضات في الإنتاج للتعويض عن نقص الإمدادات، وسيكون للاجتماع الـ174 لأوبك جدول أعمال مزدحم بالعديد من التحدّيات؛ لذلك كان المفترض من تقريرها الشهري تمهيد الطريق لعقد اجتماع سلس يُكمل مسيرة نجاح اتفاقية خفض الإنتاج ونسب الامتثال غير المسبوقة؛ حيث إن هذا هو الوقت المناسب للتركيز على جني ثمار هذا النجاح ودراسة ما تحتاجه السوق من تعديل أو تغيير الاتفاقية، متسائلًا: "لماذا أبرزت أوبك حالة من عدم اليقين في الطلب قبيل هذا الاجتماع الحاسم؟".
مشاركة :