قال الدكتور فيصل مرزا، المستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، ومدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقًا: إنه تم إيقاف الإنتاج من عمليات الخفجي المشتركة بين شركة أرامكو لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج الذي ينتج حوالي 300 ألف برميل يوميًا من النفط المتوسط، في شهر أكتوبر من عام 2014. وأضاف مرزا أنه من المُنتظر استئناف عمليات الإنتاج من هذه الحقول النفطية المشتركة بين الشقيقتين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، حيث إن إيقاف الإنتاج يؤثر على الميزانية التشغيلية ويؤدّي إلى النقص الشديد بإمدادات قطع الغيار. وتابع المستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، انه بالنظر إلى الاستثمارات الضخمة التي ضخّتها الشركتان الوطنيتان منذ استلامهما زمام الأمور بعد انتهاء الامتياز الممنوح للشركة اليابانية لتحديث المنشآت البحرية والبرية وزيادة كفاءة وموثوقية الإنتاج، فإنه من الأفضل فنيًا إعادة الإنتاج لتغذية الأسواق العالمية المتعطشة لهذه النفوط ولكي نحافظ على هذه الاستثمارات والأصول الضخمة. وأكد فيصل مرزا، أنه بخطوات وطنية جبارة، قامت أرامكو السعودية وشركة نفط الكويت منذ انتهاء عقد الامتياز الممنوح للشركة اليابانية إلى عمل تقييم شامل للأصول البحرية والبرية لعمليات الخفجي المشتركة ووضع خطة شاملة للتطوير والتحديث والبدء بتنفيذها. وأوضح، أتت هذه الخطة بثمارها وذلك بتوكيل إدارة عمليات التشغيل بهذه الحقول المشتركة لشركة أرامكو لأعمال الخليج (شركة مملوكة بالكامل لأرامكو السعودية) والشركة الكويتية لنفط الخليج (شركة مملوكة بالكامل لشركة نفط الكويت) تحت اتفاقية عظيمة مشتركة لإدارة وإنتاج النفط والغاز بين البلدين الشقيقين تعزز مفهوم الأخوة والعلاقات المتميزة وأواصر المحبة بين الدولتين. وأشار المستشار فيصل مرزا، إلى أنه قد وضعت عمليات الخفجي المشتركة آثار رائعة في نطاق المسؤولية الاجتماعية للمجتمعات المحلية مثل قيامها ببناء مستشفى شامل بسعة مائة سرير لتقديم الرعاية الصحية لموظفيها وفق أعلى المعايير والممارسات الصحية، وكذلك قيام أرامكو لأعمال الخليج بإنشاء برنامج تملك البيوت للموظفين السعوديين في محافظة الخفجي، وذلك بتطوير حي سكني شامل الخدمات (حي الأمير فهد بن سلمان)، وكذلك بناء ستة مدارس بمختلف المناطق في المحافظة وتسليمها لوزارة التربية والتعليم، مساهمات بنّاءة من أرامكو لأعمال الخليج بتطوير المجتمعات الوطنية التي تعمل فيها. يذكر أن عمليات الخفجي المشتركة قد كانت تحرق كميات كبيرة من الغاز المصاحب لإنتاج النفط، وكان ذلك سببًا في وقف عمليات الإنتاج في أكتوبر من عام 2014 م، إلى أن قررت إدارة العمليات الاستفادة من هذه الموارد المهدورة التي تسبب ضرر بيئي؛ حيث وضعت إدارة العمليات خطة لإنشاء معامل غاز حديثة للاستفادة من الغاز المحروق والمكثفات الناتجة وضخها عبر خطوط أنابيب للدولتين الشريكتين، إضافة لضغط جزء من هذا الغاز وضخه إلى المكامن البحرية لزيادة ضغط المكامن وزيادة كمية النفط المستخرج. نوعية النفط من حقل الخفجي البحري من النفط المتوسط بكثافة تصل إلى 28.5 حسب موصفات المعهد الأمريكي للبترول (API) ويحتوي على نسبة 2.8% من الكبريت- وهذا النوع من النفوط مطلوب في المصافي المتطورة والمعقدة والمصنوعة لتكرير النفوط المتوسطة والثقيلة عالية الكبريت (Heavy-Meduim Sour) الأرخص ثمنًا من النفوط الخفيفة والذي يتم تكريرها في المصافي المتطورة والتي تمتلك وحدات لإزالة الكبريت (desulfurization capacity) - منذ ثورة النفط الصخري وأسواق النفط تتوافر فيها النفوط الخفيفة من غرب إفريقيا وبحر الشمال والنفط الصخري الأمريكي، وفي الجهة المقابلة هناك شح في النفوط المتوسطة والثقيلة، وهذا يرجع أيضًا إلى زيادة الطاقة التكريرية للمصافي المتطورة في آسيا والخليج العربي.