قال تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظروا ما بدلوا تبديلا). إن أي كلمة تقال في هذا الرجل هي قليل من كثير يستحقه.. فقد كان عماداً للتجارة وركيزة لها وزنها لدى جميع الأوساط البحرينية اجتماعية كانت او اقتصادية. وإن الكلمات مهما كانت بلاغتها لتعجز أن توفي محمد يوسف جلال طيب الله ثراه حقه، لقد خسرت البحرين هذه الشخصية الفذة الذي كرس جل حياتها في أن يرى البحرين وقد واكبت الركب، الرجل الحضاري وهذا فعلاً ما كان يرنو اليه وقد تحقق بفضل من الله وعزيمة الرجال الذي هو واحد منهم منذ عام وفي مثل هذا التاريخ 4 / 4 / 2017، فقدنا ابن البحرين البار، الانسان المخلص لوطنه وللأسرة البحرينية الخالي من كل زيف وتكبر. لقد عاصرت هذا الرجل لسنوات عديدة عندما كان رئيساً لغرفة تجارة وصناعة البحرين، وتحس وأنت تقترب منه وكأنك تعرفه من سنين طوال في حديثه وابتسامته وحنو قلبه لكل إنسان محتاج، من هنا وجدت بأنه يدخل القلب بدون استئذان، وقد لمست عطاءه للكثير من العوائل والأسر البحرينية، لم تكن وفاته إلا اعترافاً من الحياة بعظيم فضله، ومن صفاته الحميدة كان ينأى عن الشهرة، كان بو جلال يملك قلباً كبيراً مملوءاً بالحب للوطن وبالرحمة والحنان رغم المسؤوليات الملقاة على عاتقه. لقد جمع رحمه الله بالفضل والأخلاق السامية الكل من حوله على محبته، لقد كرمنا بطيبته ممثلاً هذا في الكثير مع الأسر البحرينية في عطاياه السخية، فاذا الدقائق والساعات مع بعضها البعض والفاجعة اليمة، فإن ينبوع الحنان والعطاء لهذا الرجل تبقى ذكراه راسخة في قلوب الكثير من محبيه ورفاق دربه، ولكن هذه هي سنة الحياة ومشيئة الله في خلقه، حيث قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (إنك ميت، وإنهم ميتون). إن العين لتدمع، وإن القلب ليخشع، وإنا على فراقك يا أبا جلال لمحزونون، سنحمل لك في قلوبنا شعلة لن تنطفئ، وذكرى ابداً لن تموت، ولهذا فهو محبوب من الجميع، وهذه المحبة التي لامست الجميع في حب هذا الإنسان دلالة قاطعة، لم تأتِ من فراغ، كان نعم الأب والأخ للجميع. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رحم الله الفقيد الغالي محمد يوسف جلال وطيب ثراه وأسكنه فسيح جناته. ] محي الدين بهلول
مشاركة :