في شوارع مدينة منبج السورية، تسير قوات التحالف الدولي دوريات ترفع الأعلام الأمريكية تصل الى خطوط التماس مع فصائل سورية موالية لأنقرة، بعد أن كررت تركيا مؤخراً تهديدها بشن هجوم على المنطقة. وتعكس وتيرة تسيير التحالف لدوريات تضم آليات وعربات حديثة مصفحة، إضافة إلى خنادق تستحدثها قوات مجلس منبج المحلي في الآونة الأخيرة، حالة من الاستنفار على وقع التهديدات التركية. ويقول قائد مجلس منبج العسكري محمد أبو عادل: «زاد التحالف الدولي عديد قواته مع أسلحتها الثقيلة عند خطوط الجبهات ويجري دوريات مستمرة.. كما اتخذنا كافة الاحتياطات لناحية انتشار عناصرنا على خطوط الجبهة». ويضيف «بالتأكيد نأخذ التهديدات التركية بشكل جدي».ويتبع مجلس منبج العسكري الذي يسيطر على المدينة لقوات سوريا الديموقراطية التي طردت تنظيم «داعش»من المدينة في صيف عام 2016. وتتخذ قوات التحالف الدولي من قاعدة عند أطراف المدينة مقراً لها، كما تنتشر في نقاط أمنية محصنة عند خطوط التماس. وينتشر حالياً في محيط منبج نحو 350 جندياً من التحالف الدولي معظمهم من الأمريكيين والفرنسيين، وفق المرصد السوري الذي تحدث عن تعزيزات جديدة للتحالف، تضم عناصر من الطرفين وصلت في اليومين الأخيرين.بعد جولة في المدينة ومحيطها، تعود العربات المصفحة التابعة للتحالف إلى أحد مراكزها عند أطراف المدينة، قبل أن تخرج دورية أخرى تقل جنوداً يضعون نظارات سوداء باتجاه خطوط التماس، وتحوم مروحية تابعة لهم في أجواء المدينة. وتحسباً للتهديد التركي، يحفر مقاتلو مجلس منبج العسكري الخنادق حول المدينة بعدما عززوا انتشارهم عند الحواجز الأمنية، حيث يجرون تدقيقاً مشدداً في هويات الداخلين إلى المدينة.في إحدى النقاط المحصنة بسواتر ترابية، يقول القيادي الميداني خليل مصطفى «ازدادت المناوشات (مع فصائل سورية موالية لأنقرة) بعد انتهاء عملية غصن الزيتون (ضد عفرين)». ويضيف: «قواتنا على أهبة الاستعداد لردع أي هجوم». ويأتي التشديد الأمني في منبج أيضاً بعد مقتل عنصرين من قوات التحالف الخميس، أحدهما أمريكي والآخر بريطاني، جراء تفجير عبوة ناسفة في المدينة. ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليوم ذاته أن بلاده ستسحب قواتها «قريباً جداً» من سوريا، ينهمك جنود أمريكيون قرب قرية الدادات القريبة من منبج، ببناء نقطة عسكرية جديدة وتحصينها بالسواتر الترابية. ويقول مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية في شمال سوريا عبد الكريم عمر: «أعتقد أنه من المبكر الحديث عن انسحاب أمريكي فوري من المنطقة»، مضيفاً «الإرهاب ما زال موجوداً ويعيد تنظيم نفسه».وتنتشر في منبج قوات فرنسية تابعة للتحالف، شاركت وفق ما يوضح أبو عادل، في عملية «تحرير منبج من داعش». ويوضح أبو عادل «لم ترفع فرنسا عديد قواتها حتى الآن» في منبج. ويكرر قياديون محليون الإشارة إلى وجود اتفاق ثابت مع التحالف الدولي «لحماية» مدينة منبج التي تقع في نطاق عمليات التحالف. ويقول قائد مجلس منبج العسكري «كما حررنا منبج من داعش، سنحافظ عليها مع التحالف الدولي من تركيا وسواها». (ا ف ب)
مشاركة :