ضياء الدين علي ** هذا هو علي مبخوت الذي عرفناه وأحببناه ورأينا فيه النموذج الأمثل للمهاجم الإماراتي مع الجزيرة والمنتخب.. بمهارته الاستثنائية، وبثقته في نفسه، وبأهدافه التي تحمل بصمته وتحسم النتائج في اللحظات الحرجة، وأمس واليوم وباكر.. لا نريد سوى المحافظة على هذا المستوى وعدم التراجع عنه مهما كانت الأسباب، يامن نجحت في التربع على صدارة الهدافين الموسم الماضي وجعلت كل المهاجمين الأجانب يلهثون للحاق بك ولم يفلحوا، فهل هذا صعب؟** في وقت ما بماض أصبح بعيداً نسبياً، كان عنوان المقال «مبخوت الإمارات» وقتما كان يصول ويجول في صفوف المنتخب بكأس آسيا 2015 ويسجل ببراعة أهدافا لا يسجلها سواه، لكن نجمه في وقت لاحق، أصبح «يبزغ ويأفل» من دون أن نعرف لذلك أسباباً مفهومة، حتى بالنسبة لنا معشر الإعلاميين الذين يتصور البعض أننا نعرف الأسرار ونحجم عن نشرها.** قدر النجم أن يظل متوهجاً لامعاً وألا ينطفئ ضوءه في سماء جمهوره، ولنا أن نتابع مسيرة النجوم الكبار في الكرة العالمية لنعرف سر الشهرة التي تتجاوز الحدود والآفاق، فالمسألة ليست مرهونة بجمال وروعة الأهداف أو صعوبتها وحسب وإنما، وهو الأهم، استمرار النجم في التسجيل والتهديف واحتفاظه بمستواه اللافت، فبهذه الاستمرارية يواصل الدوران في أفلاك المشاهير، حتى يبلغ فلك النجوم العظام عبر التاريخ، ويحضرني في هذه اللحظة، بالتزامن مع التألق «المبخوتي»، تألق نجم نجوم العالم «رونالدو» وهو يسجل لريال مدريد هدفه السينمائي بالتسديدة الخلفية المزدوجة من الوضع طائراً في شباك اليوفنتوس الإيطالي، فهو حقاً نموذج يحتذى به لكل لاعبي كوكب الأرض في كيفية المحافظة على الموهبة وتنميتها والمحافظة عليها لأطول وقت ممكن، وهي بالمناسبة مسألة «صعبة جداً جداً»، لكنها وحدها تصنع الفارق الكبير والعظيم والهائل بين أي نجم وآخر. ** «آه يا مبخوت» أنت جدير بهذه الوقفة لتقديرك، ليس لأنك سجلت هدفين في مرمى الغرافة وكنت شريكا في الثالث بمهارة تناقلتها مواقع السوشيال ميديا، أو لأنك تكفلت بحجز بطاقة الجزيرة في دور ال 16 بدوري أبطال آسيا، وإنما لأنك استعدت وعيك وحضورك وبديهتك التي تميزك كنجم وهداف عند جمهورك، فلا تبخل على نفسك بكل ما يجعلك تحافظ على هذا المستوى، وبما يمكنك من الارتقاء إلى ما هو أعلى وأرفع،..والكرة كانت وما زالت في ملعبك. deaudin@gmail.com
مشاركة :