تجارب بصرية متنوعة تلامس «جوهر» الحرف العربي

  • 4/5/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمود شهدت أعمال الدورة الثامنة من «ملتقى الشارقة للخط العربي»، إقامة المعرض العام في «بيوت الخطاطين» في ساحة الخط، الذي تضمن أعمالاً متنوعة المناهج والتقنيات؛ لكنها تحاول في مجموعها الاقتراب من ثيمة وشعار الملتقى لنسخة هذا العام «جوهر»، التي تشير إلى الماهية، وأبرز فنانو المعرض مهاراتهم في الخط العربي والخزفيات والفنون الإسلامية، وعكسوا من خلالها مفاهيمهم ورؤاهم الخاصة، وصولاً إلى فكرة تكشف عمّا وراء العمل الفني أو جوهره.تراوحت أعمال المعرض ما بين المعاصرة والأصالة، وتنوعت في خطوطها المستخدمة التي تعكس إرادة الابتكار، والتوظيف التقني وتعدد الأساليب الفنية؛ حيث استخدمت الأشكال الخطية والفراغية والرقمية والمفاهيمية، كما عمل الفنانون على الكشف عن أحدث تجاربهم في الخط والتشكيل والزخرف، وحتى التجارب الأصيلة التي تستخدم الخطوط المعروفة وفق القواعد الصارمة، كان فيها إعمال الخيال، لتأتي الابتكارات داخل حدود الأصالة، فيما حلقت التجارب المعاصرة في آفاق مختلفة؛ من حيث تحطيم القواعد الخطية، وتوظيف الحرف كعنصر بصري محض مع جنوح واضح نحو التشكيل، وهو الأمر الذي يعبر عن اتجاه حديث في الفنون البصرية؛ حيث يستفيد الخطاطون والتشكيليون من الوسائل والوسائط التقنية الحديثة، لينتج التفاعل بين الأصيل والمعاصر حوارية بصرية وفكرية بديعة.وأوضح الفنان العراقي مثنى العبيدي عضو لجنة التحكيم في حديثه ل«الخليج»، أن الأعمال جاءت ممتازة على مستوى التيارات الكلاسيكية والمعاصرة، ووصلت في مجموعها إلى 300 تقريباً، وكانت المنافسة بينها قوية، الأمر الذي صعب على لجنة التحكيم مهمة الاختيار، التي استغرقت مدة يومين، وتم اختيار المواد الفائزة وفقاً لضوابط محددة، تم خلالها مراعاة الدقة حسب نوع الخط.وأشار إلى أن اللجنة راعت نوع الخط من حيث الصعوبة فكان «ثلث الجلي» في القمة ثم بقية أنواع الخطوط؛ حيث ذهبت ثلاث جوائز لأعمال كلاسيكية، وكذلك ثلاث جوائز في مجال الحروفية والفن المفاهيمي والأعمال الحديثة المعاصرة.وحول ما إذا كانت الأعمال المشاركة قد اقتربت من ثيمة الملتقى، بيّن العبيدي أن اللجنة اعتمدت في اختياراتها على مستوى محاكاة الفكرة والاقتراب من ثيمة المهرجان أولاً، ومن ثم جاء الجانب التقني والفني والإبداعي لدى الخطاطين.ووصف الفنان علي ممدوح عبد الحليم من مصر، المشاركة في هذه النسخة بالقوية، مشيراً إلى أن المعرض العام قد حفل بالتنوع وعكس تطوراً كبيراً ومستويات عالية، لافتاً إلى حجم المشاركات العالمية والحضور الدولي في الملتقى، وإلى كم التطور والأفكار الجديدة، ما يدل على أن «ملتقى الشارقة للخط» قد أصبح منصة دولية لفن الخط والزخارف والتشكيل والفنون الإسلامية، وكان عبد الحليم قد فاز في الملتقى السابق بالجائزة الأولى في الاتجاه الكلاسيكي، ويشارك في هذه الدورة بثلاثة أعمال؛ هي: «خيركم خيركم لأهله»، و«وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وهو عمل حاز عدداً من الجوائز في مهرجانات مختلفة، ولوحة «عيشي بلادي».الفنانة الإماراتية فاطمة الظنحاني، التي تشارك لأول مرة في المعرض العام أشارت إلى أن المعرض يشهد تقدماً ملحوظاً؛ حيث تنطوي الأعمال المشاركة على أفكار ورؤى متعددة تعكس الكثير من المدارس والمذاهب الفنية والفكرية.الفنانة الكويتية جميلة جوهر الفائزة في مجال الفنون المعاصرة عن مشاركتها بمجموعة من الأعمال الخزفية، أوضحت أن المعرض العام حقق الكثير من الأشياء المرجوة خاصة جهة تطور الخط العربي، والأفكار والرؤى التي حملتها اللوحات الفنية. معارض المكرمين عرضت في قاعة «دار الندوة»، أعمال للفنانين المكرمين في هذه الدورة، وهم: مصطفى أوغر درمان من «تركيا»، فينشيا بورتر من «بريطانيا»، وعثمان طه من «سوريا»، وقد عكست أعمالهم المستوى العالي، الذي يتمتع به كل منهم على صعيد الاشتغال التقني وكذلك البعد المعنوي العميق الماثل في إبداعهم؛ حيث إن تكريمهم في هذه الدورة يعود إلى أدوارهم الكبيرة في مجال فن الخط العربي والفنون الإسلامية، ومكانتهم الكبيرة، وطول باع كل واحد منهم في فن الخط والتشكيل.قدم المعرض بعض أعمال عثمان طه، الذي يلقب بعميد خطاطي المصحف الشريف، وهو كاتب لمصحف المدينة النبوية، وقام بطباعة أربعة مصاحف، فيما عكست أعمال مصطفى أوغور درمان اهتمامَه المنصب على التطوّر التاريخيّ للفنون الخطّيّة الأصيلة، وهو باحث قامَ بتأليف خمسة وعشرين كتاباً، في مجال الفنون الخطية، كما شهد عرض بحوث فينيشيا بورتر المسؤولة والقيّمة على مجموعات المقتنيات الفنية الإسلامية الخاصّة بالعالم العربيّ وتركيا في المتحف البريطاني.

مشاركة :