مرحلة ما بعد الأحزاب العربية (3)؟

  • 4/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سنحلّق معاً في فضاء العمل السياسي الحزبي على متن طائره أكاديمية القيادة لنقيّم أوضاع أحزابنا السياسية، وإلى أين تسير؟  يقول الدكتور عمر الشوبكي، الخبير في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في «الأهرام» المصرية «ان تجربة الاحزاب (الوطن والوفد والتجمع والجبهة الديموقراطية) خلت من أي ممارسة ديموقراطية داخلية، وكان تاريخها كله مليئاً بالصراعات والانشقاقات واحتكار نخبة تلك الاحزاب العاملين بصنع القرارات الحزبية، وتعاني من اختلال العلاقة بين النخبة والأعضاء داخل الحزب ومن تهميش دور المستوى القاعدي للحزب في اختيار نخبته، ومن الصراع على النفوذ بين اعضاء النخبة». والحقيقة الثانية التي باتت ظاهرة للعيان، انها بعد فشل الاحزاب عن تقديم الحلول، جاءتها ثورة مرتدة تهاجم كل ما هو حزبي أياً كانت منطلقاته وأهدافه، وبرزت ظاهرة الحركات الاجتماعية والإنسانية الشعبية الاحتجاجية غير المرخصة، حيث اصبحت هي المعبرة حقيقة عن نبض الشارع ورفضه للأحزاب جميعاً.  واذا تركنا مصر جانباً وذهبنا الى الشمال الافريقي وتحديداً الجزائر، يؤكد عبدالناصر جابي، الاستاذ في قسم الاجتماع في جامعة الجزائر، الذي درس نماذج، حزب جبهة التحرير الوطني وجبهة القوى الاشتراكية وحزب حركة مجتمع السلم وأخيراً الجبهة الاسلامية للإنقاذ، في خلاصة دراسته، ان «هذه الاحزاب تعاني من أزمات كبيرة ومتلاحقة ولا تجعلنا متفائلين في امكانية مساهمتها في اخراج النظام السياسي الجزائري من ازماته، الامر الذي أدى الى عزوف كبير من الفئات الحضرية الوسطى المتعلمة التي فضلت الابتعاد عن العمل السياسي الحزبي المنظم»، مشدداً على ان «ضعف الثقافة الحزبية لدى جيل الشباب يزيد من صعوبة عمليات إصلاح المنظومة الحزبية التي بدت اليوم كهياكل فارغة». وأبدى تخوفه العميق من مستقبل دول «الربيع العربي» التي باتت فيها الاحزاب من دون قواعد ولا ادوار... وجماهير عريضة حائرة من دون تنظيم ولا آفاق سياسية واضحة.  والغريب في الامر، أن بعض هذه الاحزاب العربية المدعومة داخلياً وخارجياً، أخفقت في حمل رسالتها وتحقيق اهدافها على الرغم من وجود الاستقرار النسبي والأمن المجتمعي وتوفير الحد الادنى للكرامة الانسانية، ولكنها اليوم وبعد اختلاط الامور و«ثورات الربيع العربي»، أصبح الواقع اكثر قتامة وتشاؤما وحذراً مما سيأتي بعد هذه الفوضى... هذا فضلاً عما تولد من احزاب جديدة ملأت الساحات العامة كسابقاتها من الاحزاب البائدة. واذا اتجهنا جنوباً الى بلاد اليمن السعيد سابقاً، نجد الدكتور عبدالله الفقيه استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء، الذي درس تجربة الاحزاب مثل: المؤتمر الشعبي العام، التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني، ووضع مؤشرات لقياس اداء هذه الاحزاب، تتلخص في ما يلي:1 - سيطرة نظم الحزب ولوائحه. 2 - عدم الجمع بين السلطات. 3 - ضمان حرية التعبير. 4 - تداول السلطة. 5 - القبول بالأحزاب الاخرى. 6 - التحول الديموقراطي.  وخلصت دراسة الفقيه، إلى اهم معوقات العمل الحزبي... «المعوقات الداخلية مثل الطابع النخبوي والتقليدي للقيادات المركزية العليا، وبناء الاحزاب من الأعلى الى الأسفل، والمحسوبية السياسية ومحدودية المعرفة بالديموقراطية سلوكا وممارسة». اما المعوقات الخارجية فأهمها «ضعف التأصيل الدستوري والقانوني للأحزاب وحق الاحزاب في التأسيس والحرية ودور الاحزاب في تشكيل الارادة العامة، إضافة إلى عدم فاعلية البرامج والقوانين، وذلك لسيطرة الطابع القبلي الذي يكاد يحكم البلاد من الشمال الى الجنوب». وأخيراً طرح الفقيه ملاحظة جديرة بالتمعن، وهي: حتى مع وجود القوانين المنظمة لهذا الشأن، فما هي الجهة المنوط بها التنفيذ، وسط هذه الفوضى العارمة التي تشهدها الساحة اليمنية؟ وعلى هذا نقيس الحالة العربية والإسلامية!dr.aljeeran2017@gmail.com

مشاركة :