أنقذ الاتحاد الكبار، ورفض مفاجأة الباطن، ليقف بكل زهو طرفا في النهائي الكبير على كأس خادم الحرمين الشريفين. الكبار تساقطوا تباعا، كحال أوراق الشجر في عز الخريف. البداية لبطل النسخة الماضية الهلال، ثم النصر، والشباب، والتواري الأكبر للأهلي، إذ غادر في نصف النهائي بإمضاء عنابي سدير الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه. مواجهات خروج المغلوب بالتأكيد لها طقوسها، وما يحدث هنا يتجلى في أقوى الدوريات العالمية، غير أن الاتحاد سجّل نفسه ضمن الأبطال الموسم الماضي، بنيله كأس ولي العهد، واحتفظ بقيمته ليعود بالصورة ذاتها، ويقف شامخا كطرف آخر في النهائي الكبير، رغم قساوة الظروف التي تحيط به. سيناريو التأهل ملامحه اشتعلت خلال الـ20 دقيقة الأخيرة، إذ انتفض النمور وقلبوا المشهد بقيادة العازف التشيلي «فيلانويفا»، الذي يعد أفضل صانع ألعاب أجنبي في الملاعب السعودية، وكان العلامة الفارقة في ملعب الباطن والنجومية للجميع، حتى الغائب العكايشي كان له نصيب من الفرح الخاص، بعد أن عاد إلى هزّ الشباك. الاتحاد يثبت على أرض الواقع أنه فريق لا يمكن أن تتنبأ بماذا سيفعل، فتحية لإدارة العميد، وألف تحية للاعبين الجسورين على ما يقدمونه من تفانٍ وإخلاص، يفترض أن يكون درسا للعناصر التي ترفل في أضخم العقود، وتحظى بالدلال، غير أنهم غير مكترثين وسط الميدان. أشياء وأشياء أفرزتها مواجهة الباطن والاتحاد، تؤكد أن أصفر جدة غير، عندما يحتدم العراك وسط ساحة الوغى، إذ تظهر الفوارق وتبين الملامح وتتجلى قيمة هذا الفريق الذي لا يتأثر بغياب أي عنصر مهما كان حجمه. عموما، ستكون هناك معركة حاسمة بعد أيام، تجمع الأهلي والهلال، هي عاصفة الموسم، ولعل الصمت الذي يخيّم داخل أروقة معسكر القلعة يعطي مؤشرا أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة. في حين أشعل المهاجم ياسر القحطاني الأجواء الزرقاء بتصريح لم يحسن توقيته، وحرّك شجون محبيه، وامتعض منه آخرون، بعد أن لامسهم بطريقة لا يقبلها الذوق الرياضي.
مشاركة :