حكاية قصيدة: بين تساقط الأوراق.. وتناقص الأيام

  • 8/30/2014
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

عُرف (ابن خفاجة) بالشاعر الوصَّاف، ذلكم الشاعر الأندلسي واسمه (إبراهيم بن أبي الفتح ابن عبد الله، عاش خلال الفترة من 450 - 533هـ)، ولأنه كذلك، فقد لقبه أهل بلاده بصنوبري الأندلس استئناساً بصنوبري المشرق. كان قد نقل جمال الطبيعة في الأندلس عبر كلماته الشعرية حتى تحولت قصيدته إلى خميلة غنّاء نقرأ خلالها ما حبا الخالق تلك الديار من جمال وسحر أبهر الجهّال، فكيف بالمبدعين وكلهم -أقصد الأندلسيين- قد ضربوا بسهم وافر في الإبداع. لقد مضى صنوبري الأندلس على هذه الحال، كما هي حال بلاده (عيون، وأنهار، وأشجار، وورود، وعطور...، لدرجة أن هناك عطراً في الصباح، وآخر في الظهيرة، وآخر في المساء.).. لكن عندما بزغ الشيب في رأسه، تغيرت أفكاره ورؤاه، إذ اتجه في بعض شعره لوصف تناقض الأيام بدلاً من وصف تساقط الأوراق، من مثل قوله: ألا إنها سن تزيد فأنقص ونفضة حمى تعتريني فأرقص فها أنا أمحو ما جنيت بعبرتي وأنظر في ما قد عملت أمحِّص وألمح أعقاب الأمور فأرعوي ويُعمى عليّ الأمر طوراً فأفحص ويا ربّ ذيل للشباب سحبته وما كنت أدري أنه سيقلص ولمحة عيش بين كأس روية تدار، وظبي باللّوى يتقنَّص ألا بان عيش كان يندى غضارة فياليت ذاك العيش لو كان ينكص وعزّ شباب كان قد هان برهة ألا إنها الأعلاق تغلو وترخص فمن مبلغ تلك الليالي تحية تعم بها طوراً وطوراً تخصص على حين لا ذاك الغمام يظلني ولا برد تلك الريح يسري ويخلص وقد طلعت للشيب بيض كواكب أقلّب فيها ناظري أتخرص كأن لم أقبل صفحة الشمس ليلة ولم ينتعل بي دونها الشمس أخمص ولا بت معشوقاً تطير بأضلعي قطاة لها بين الجوانح مفحص

مشاركة :