رجاءً.. لا تكن رويبضة!

  • 4/6/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هناك قواعد فطرية أساسية يجب أن يعاد التذكير بها: ليس مطلوباً من الإنسان المشاركة في كل قضية! لا تتكلم إلا بما تعلم! أتمنى أن يدرك هذين الأمرين الأخوة والأخوات الأفاضل الذين ما أن يروا قضية سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية أو رياضية إلا ويبادرون للمشاركة فيها! بهذا يفضحون أنفسهم ويعرّون عقولهم، فمن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، والأدهى: إن كان بلا فن أصلاً! وأيضاً هم بذلك يعرضون أنفسهم لعقوبات إلهية لا طاقة لهم بها، فعندما تشارك في كل قضية، وتبرئ وتتهم، أين ستذهب عمن ظلمته في المحكمة الكبرى؟! بل إني أستطيع أن أقول من واقع مشاهدة: إنه ما ابتلي إنسان بالتعرض للآخرين، سواء باتهامهم أو تنقصهم إلا وسُلّط عليه الفشل من أكثر من جانب! ما العيب أن نصمت عما لا نعلم ولا ندرك، حتى ولو طالب المطالبون بأن يكون لنا موقف؟! وما العيب أن نقول: لا أدري، فهذا الرد دليل ثقة وتميز وخوف من الله؟! في الحديث يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة»، قالوا: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة». وقد فسر العالم ابن منظور معنى الرويبضة بأنه: العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها، والغالب أنه يقال للتافه من الناس لربوضه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة، وأكمل مع ابن منظور من واقع عصرنا:..... مكتفياً بالبحث عن المتابعين بالمشاركة في كل قضية يراها في مواقع التواصل الاجتماعي! أتمنى وأرى أننا بحاجة ماسة أن يتم تفعيل المحاسبة، فضرر هؤلاء ليس على أنفسهم بل على وطنهم، وكم أُستغلوا في تشويه سمعة هذا الوطن بقضايا كاذبة! وأتمنى أيضاً ممن تعرض للظلم ألا يسكت بل يطالب بحقه النظامي، ليس من أجل نفسه، بل من أجل وطنه ومجتمعه! وأتمنى أيضاً ممن يمارس دور الرويبضة أن يلتزم بمنهج «فتبينوا»، وأن يدرك أنه حتى ولو تخفى بالاسم المستعار، فلن يخفى عمن لا تخفى عليه خافية!.

مشاركة :