عبد الله النعيمي: الكتب الأكثر مبيعاً مصيدة للقارئ

  • 4/7/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار:نجاة الفارسعبدالله محمد عبيد النعيمي روائي إماراتي صدرت له عدة روايات؛ منها: اسبريسو، البانسيون، قمر الرياض، والدنجوان، يطمح أن يصل بالرواية الإماراتية إلى معظم المكتبات العربية والعالمية، يستمد إلهامه من القراءة والسفر والسينما، ويحرص على التوغل داخل المكتبات العتيقة في جميع المدن التي يزورها. * كيف كانت بداية رحلتك مع الكتابة؟- وأنا في العشرينات من عمري فكرت في إصدار روايتي الأولى؛ لكني تراجعت سريعاً، فأنا شخص لا أحب أن أنشر أفكاراً معينة، ثم أتراجع عنها، وأحرص كثيراً على إصدار عمل يتضمن أفكاراً ناضجة، تتمتع باستقرار نسبي؛ وذلك لأن الاستقرار المطلق غير موجود من الأساس. لذلك كانت بداياتي الأولى في المنتديات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي ومن خلالها صقلت قدراتي في الكتابة، واكتسبت مهارة التعامل مع الآراء المختلفة، وتقبلها، والاستفادة منها، وعندما شعرت بأن الوقت أصبح مناسباً لإصدار عملي الأول لم أتردد أبداً.كيف تنتقي كتبك وما المجال المفضل لديك في القراءة؟ - أول ما أحرص عليه عند اقتناء الكتب، هو عدم التأثر بعبارات التسويق الرائجة في عالم النشر والتوزيع، من مثل الكتاب الذي بيع منه أكثر من مليون نسخة في الولايات المتحدة، والكتاب الذي غير حياة الملايين، كما أتجاوز رفوف الكتب الأكثر مبيعاً بسرعة، ولا أتوقف عندها أبداً؛ لأني أعتبرها مصيدة للقارئ غير المتمكن، ووسيلة لترويج أعمال معينة دون غيرها.وأحرص على التوغل داخل المكتبات العتيقة في جميع المدن التي أزورها، وأختار كتبي بعد أن أطلع على فهارسها، وأقلب الكثير من صفحاتها.وأكثر مجال أحب القراءة فيه هو علم النفس، والروايات الروسية، التي تعمقت في تحليل السلوك الإنساني؛ من مثل: «الجريمة» و«العقاب» و«لوليتا» و«الأخوة كارامازوف».في إصدارك الأخير «الدونجوان» تطرقت إلى مسألة حساسة جداً؛ وهي الرجل متعدد العلاقات، ما الذي دفعك للكتابة في هذا المجال الحساس والصعب؟- هناك فرق كبير بين كاتب يحمل رسالة، وكاتب آخر يكتب من أجل التواجد فقط، دون أن يحمل هم قضية معينة، ويعمل جاهداً على التأثير فيها بشكلٍ أو بآخر، وأنا منذ إصداري الأول رواية «اسبريسو»، أعلنت عن رسالتي ككاتب؛ وهي التقريب بين أسلوب تفكير الرجل العربي والمرأة العربية، واستكملت هذه الرسالة بروايتين تسيران في الاتجاه نفسه وهما على التوالي رواية «البانسيون» و«قمر الرياض»، وفي كتاب «الدونجوان» أردت أن أكمل الفكرة؛ من خلال تحليل نفسي للرجل متعدد العلاقات وأساليبه الخاصة في الإيقاع بضحاياه، والرسائل التي أتلقاها يومياً من القارئات تحديداً تثبت لي أن الكتاب لامس جروحاً عميقة في قلوب النساء.من هم أبطال رواياتك وأين تجدهم؟ - بعض أبطال رواياتي يولدون في ذهني، قبل البدء في الكتابة، وهم من يحفزوني عليها، والبقية يولدون أثناء كتابة الرواية، وكلهم من النسيج الاجتماعي، الذي أعيش ضمنه، سواء كانوا من المواطنين أو العرب أو الأجانب، ففي روايتي الأولى مثلاً «وليد وسوسن» ولدا في ذهني قبل الكتابة؛ لكن «هيفاء وناصر» ولدا أثناء الكتابة، وكذلك الحال في «البانسيون»؛ حيث إن (وليد ونادين) ولدا قبل كتابة الرواية؛ لكن سارا والرجل الأوكراني ولدا أثناء الكتابة، ونفس الأمر ينطبق على روايتي الأخيرة «قمر الرياض».ماذا عن مشروعك المقبل؟ - لدي ثلاثة مشاريع قيد الإنجاز، من ضمنها عمل روائي ضمن جدول زمني، فأنا لا أصدر أكثر من كتاب خلال العام الواحد.ما الطقوس الخاصة بك أثناء القراءة والكتابة؟- لدي قناعة يقينية أن الكاتب الجيد، هو في الأساس قارئ جيد، وسائح مختلف، لا يكتفي بزيارة المتاجر الكبرى والمعالم الشهيرة في الدول التي يزورها؛ لذلك بعد كل رحلة طويلة أقوم بها، يتولد داخلي هاجس الكتابة، فأبدأ بتصوير التفاصيل التي أمر عليها، وأدون الكثير من الملاحظات في هاتفي المحمول، مثل الحوارات التي تدور بيني وبين سائقي التاكسي، وبائعي الخضار، ورواد المقاهي، وفي الفترة الأخيرة تخليت تماماً عن فكرة استئجار سيارة خاصة أثناء السفر، رغم الراحة والاستقلالية والخصوصية التي توفرها؛ لأني ككاتب أحتاج أن أركب المواصلات العامة، وأتوغل في الزحام، حتى أرى الكثير من التفاصيل التي تغذي مخيلتي، وتساعدني في السرد. في السفر أمشي كثيراً، وأقرأ كثيراً، وفي بعض الرحلات أتممت قراءة خمس كتب، وفي الأيام الأخيرة من كل رحلة، أبدأ في تخطيط هيكل الرواية، وأشرع في كتابة صفحاتها الأولى.كيف تنظر إلى المشهد الثقافي في الإمارات؟ - المشهد الثقافي في الإمارات متأرجح نوعاً ما، ويشهد موجات ثقافية من فترة إلى أخرى، فمع بداية تأسيس الدولة، ظهرت نهضة ثقافية قوية، وبرزت في الساحة الثقافية أسماء قوية؛ لكن مع مطلع التسعينات، دخلت الحركة الثقافية في حالة ركود طويلة، امتدت إلى 20 سنة تقريباً، ولم تظهر أسماء قوية، كالتي ظهرت في الفترة التي سبقتها. لكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، وتأسيس دور نشر جديدة، تعمل بطريقة حديثة ومبتكرة، ظهرت موجة جديدة من المثقفين، وبرزت معها أسماء شابة، نجحت في الخروج بالرواية الإماراتية من نطاقها المحلي، إلى النطاق الخليجي والعربي.ما علاقتك بالفنون الأخرى كالشعر والرسم والموسيقى والمسرح؟- أهوى الرسم، وأمارسه في بعض الأحيان، وأعشق الغناء والموسيقى، وأحتفظ في مكتبتي الموسيقية بمئات الروائع لفنانين عرب وأجانب، في مقدمتهم أم كلثوم، وعبدالحليم، وفيروز، وآندريه ليو، وسيلين ديون، ولارا فابيان.أما السينما فهي ملهمتي الثالثة، بعد القراءة والسفر، وأحرص على زيارة السينما بمعدل مرة في الشهر على أقل تقدير.وماذا عن طموحاتك المستقبلية؟- أتمنى الوصول بالرواية الإماراتية، والإصدارات الإماراتية بشكل عام إلى جميع المكتبات العربية، وأكبر عدد ممكن من المكتبات العالمية.

مشاركة :