قام فريق من العلماء بحل لغز "النيتروجين المفقود" للأرض، والذي يشكل عنصرا حيويا لنمو النبات، وهو اكتشاف ذو آثار هامة على تغير المناخ. وتستند الفكرة السائدة بين العلماء على أن كل النيتروجين المستهلك من قبل النباتات يأتي من الجو، ولكن دراسة جديدة كشفت أن أكثر من ربعه نشأ في قاعدة الأرض. وقال البروفيسور، بن هولتون، عالم البيئة في جامعة كاليفورنيا (Davis)، والذي شارك في إعداد الدراسة المنشورة في مجلة العلوم: "هذا يتعارض مع النموذج الذي دام لعدة قرون، والذي وضع الأساس لعلوم البيئة". وأوضح هولتون، أن النيتروجين قد يسمح للغابات والأراضي العشبية بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري، وذلك أكثر مما كان يعتقد سابقا. ويمكن للنيتروجين القادم من الصخور أن يدخل في الأنظمة البيئية عندما تتحلل الصخور بشكل طبيعي، إما عن طريق الحركات التكتونية أو عند تفاعلها كيميائيا مع مياه الأمطار. وبما أن هذا المصدر، غير المعترف به سابقا، يمكن أن يغذي نمو العديد من النباتات، فإن الأنظمة البيئية في جميع أنحاء العالم قد تقوم بامتصاص المزيد من الانبعاثات من الغلاف الجوي، مقارنة بما تنبأت به النماذج المناخية سابقا. ولاحظ العلماء منذ فترة طويلة وجود اختلاف بين كمية النيتروجين المتاحة في الغلاف الجوي، وكمية التراكم في التربة والنباتات. ومع ذلك، لم يتضح حتى الآن كيف ظهر هذا التناقض. وتختلف كمية النيتروجين المتاحة من هذا المصدر المكتشف حديثا، اختلافا كبيرا من مكان لآخر، مع وجود المزيد من التجوية الناتجة عن الصخور الغنية بالنيتروجين التي تم رصدها عند خطوط العرض الشمالية. وتشمل المناطق الأخرى الغنية بالنيتروجين الصخري، المناطق الجبلية مثل جبال الهيمالايا والأنديز. ويمكن أن تساعد هذه المعرفة في توجيه الجهود للحفاظ على النظم البيئية. والجدير بالذكر أن النيتروجين ليس عنصرا حاسما فقط للحياة على الأرض، بل يمكن أن يشكل أيضا ملوثات خطيرة ويُستخدم في صنع الأسمدة الضرورية لإمدادات الأغذية في العالم. المصدر: إنديبندنت ديمة حنا
مشاركة :