هل بداية هي النهاية؟!

  • 4/8/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

* قبل سنوات احتفتْ (بعض) القنوات الفضائية العربية بما يسمى بــ (برامج الواقع) المنقولة من فضائيات أجنبية، والتي كانت تسْجِنُ مجموعة من المتسابقين ذكوراً وإناثاً في مكان واحد، مع تسليط كاميرات النقل المباشر على تفاصيل حياتهم، وكانت أغلب فقرات تلك البرامج تدور حول تعليم التمثيل والموسيقى، صَاحَبَ ذلك اِنْفِلاتٌ وتصرفاتٌ تُنافِي الدّين والأخلاق! * المردود المالي الذي الكبير لـ (برامج الواقع تلك) جعلت (طائفة) من مُلاك (بعض) القنوات الفضائية الإسلامية يسعون لاستقطاب شريحة أخرى من مجتمعنا، فَتَفَتّقَت عقولهم عـن محاولة صناعة (برامج مماثلة) ولكن مَذبُوحَة على الطريقة الإسلامية (برأيهم)! * حيث يجتمع في (إطار) مكان واحد مجموعة منتقَاة من الشباب (يظهر عليهم الالتزام الديني)، هذا في البدايات، ثم فيما يبدو تمّ التخلي عن هذا الشرط مؤخراً، المهمّ أولئك تبقى الكاميرات تراقبهم صباحَ مساءَ وهم يستعرضون حياتهم المِثالِـيّة، ويمارسون كلّ شيء حتى الطّـبخ بمساعدة مُتّصِلات، بل وصَل الأمر لمحطة الرقص وهزّ الوسط على أنغام الشّيْلات، ومقاطع اليوتيوب خير شاهد! * نجحت الفكرة ولاقت (تلك البَرامج المُتَأسْـلِمَة) -إن صَح التعبير- جماهيرية عند فئة معينة من المجتمع، ربما وجدتُ فيها بديلاً عن ما رفضته أعني (سَـتار أكاديمي وأشقاءه)؛ ذلك النجاح الجماهيري فـرض على (بعض) القنوات تكرارها طـوال العام بمسميات مختلفة، لاسيما في ظِـل دعم (طائفة) من الدعاة لها، واستغلالها للعاطفة الدينية بالإعلان عن مشاريع خيرية ووقفية. * (بعض) تلك البرامج مع أنها ترفع لِواء (التّدَيّن) إلا أن (منها) الذي سقط في فـخّ ممارسات فيها تجاوزات شرعية وقِيمِيّة، ومنها الذي وقع في شِرَاك الألفاظ ذات الإيحاءات غير اللائقة؛ وبعد كلّ سقطة يأتي الاعتذار والوعـد بالضّبط، اللذان يتلوهما سقطات أخرى إلى أن وصل الأمر إلى فقدان كل الشِّعارات الدينية، ومعها مظاهر الإنسانية ليتمّ قبل أيام في أحد تلك البرامج إعلام متسابق بوفاة والِده -رحمه الله- على الهواء مباشرة في مقطع يهـزّ أركان الإنسان السّوِي، وكل ذلك من أجل المتاجرة بِرَدّة فِعـْلِه العفوية الباكية والبريئة!. * وهنا ما أرجوه أن يكون ذلك الموقف (بداية النهاية) لهذه الفوضى الإعلامية بكافة صورها، ومن كل القنوات والبرامج على اختلاف توجهاتها وأهدافها؛ فنعم ننادي بـ(حرية الرأي والعرض والمشَاهَـدة)، ولكن ما لم تُصادم ثوابت الدّين والأخلاق والقيم والإنسانية؛ ولذا فهذه دعوة لوزارة الثقافة والإعلام لِتصنع قوانين صارمة، ومواثيق شرف صادقة تضبط إيقاع الإعلام المرئي والمسموع، وتضمن مهنية وحِرفِـيَة القائمين عليه، على أن يكون ذلك مُوساً على كلّ الـرؤوس.

مشاركة :