كشف سامح الزهار الباحث المتخصص في الآثار الإسلامية أبرز مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم في العصور الإسلامية المختلفة.وقال الزهار لـ«صدى البلد» إن العصر الفاطمي كانت له الريادة في المظاهر الاجتماعية المصاحبة للاحتفالات الدينية، حيث أتاح الفاطميون للمصريين بصفة عامة والأقباط بصفة خاصة الاحتفال في المجال العام بشم النسيم، وحولوا العيد إلى مناسبة عامة ذات طابع اجتماعي، كما شارك القصر في الاحتفالات، حيث كانت تنظم المسيرات الاحتفالية والخروج حتى ضفاف النيل وتوزيع المشروبات والحلوى وأبرزها شراب الليمون.وأضاف: استمر الاحتفال بمظاهره التي تعد من الموروث الثقافي المصري ذو البعد التراثي اللامادي وذلك حتى زمن المماليك والعثمانيين والعصر الحديث، الا انه خلال العصر الأيوبي كانت هناك محاولات لمحو العادات والتقاليد والظواهر الاجتماعية التي برزت في زمن الفاطميين ومنها طقوس الاحتفال بشم النسيم وذلك لضعف الحالة الاقتصادية حينها ولطمس الظواهر الاجتماعية التي ارتبطت بزمن الفاطميين، لكن الأيوبيين لم يستطيعوا غير منع الاحتفال الرسمي فقط ولكن حافظ المصريون على الاحتفال الشعبي الذي استمر الى يومنا هذا.وتابع : في العصر المملوكي اتخذ الاحتفال بشم النسيم مظهرًا فخمًا بما يتناسب مع طبيعة عصر المماليك من بهاء وفخامة تجلت في الظواهر الاجتماعية كما تجلت في العمارة الاسلامية، فقد منح الأمراء والسلاطين للشعب العطايا وأغدقوا بتوزيع المأكولات والمشروبات وذلك تقربًا للمصريين، كما كان يتم مراقبة الأسواق والحوانيت للتأكد من سلامة الأغذية التي تباع في تلك الفترة ومن أجل مراقبة الأسعار.
مشاركة :