واشنطن (الولايات المتحدة) - أضفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس ضبابية بشأن توقيت الضربة المحتملة التي تتوعد واشنطن شنها ضد سوريا ردا على هجوم كيميائي مفترض نسب إلى قوات النظام في الغوطة الشرقية. وغداة تحذيره روسيا بأن "الصواريخ قادمة"، قال ترامب في سلسلة تغريدات "لم أقل قط متى سيشن هجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جدا أو غير قريب على الإطلاق". وأضاف "على كل حال، قامت الولايات المتحدة في ظل إدارتي بعمل رائع عبر تخليص المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية. أين شكرا أميركا؟" وتشير تغريدة ترامب الخميس إلى تراجعه عن أخرى عدائية نشرها الأربعاء وحذر فيها سوريا وحليفتها الأبرز روسيا من أن الولايات المتحدة قد تشن ضربة وشيكة على خلفية الهجوم الذي استهدف المدنيين في مدينة دوما السورية السبت. وتهدد الولايات المتحدة ودول غربية بشن ضربة ضد مواقع سورية ردا على ما قالت منظمات إغاثة إنه هجوم كيماوي استهدف منطقة دوما بالغوطة الشرقية السبت الماضي. وكان ترامب كتب على تويتر الأربعاء "لقد تعهدت روسيا بإسقاط أي وجميع الصواريخ التي يتم إطلاقها على سورية. استعدي يا روسيا، لأنها قادمة.. ستكون بارعة وحديثة وذكية". ولاحقا، أعلن البيت الأبيض أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن سورية، وأن "جميع الخيارات مطروحة". وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض "لم يتم اتخاذ قرار نهائي"، مضيفة أن ترامب "لم يحدد جدولا زمنيا". بحسب الخوذ البيضاء ومنظمة "سيريان أميريكان ميديكال سوسايتي" غير الحكومية قتل أكثر من أربعين شخصا السبت في الغوطة الشرقية المعقل الأخير السابق للمعارضة قرب دمشق. وفي الأثناء أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس أن لديه "الدليل" بأن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية قرب دمشق مشيرا إلى أن الرد على ذلك سيتم في "الوقت الذي نختاره". وقال ماكرون خلال مقابلة مع محطة "تي اف1" الفرنسية "لدينا دليل بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت، على الأقل غاز الكلور، وأن نظام بشار الأسد هو الذي استخدمها" مضيفا أن باريس سترد "في الوقت الذي نختاره عندما نقرر بأنه الأنسب والأكثر فعالية". وأضاف ماكرون انه على اتصال يومي مع الرئيس دونالد ترامب وأنهما قد يقرران بشأن الرد "في الوقت الذي نختاره عندما نقرر بأنه الأنسب والأكثر فعالية". وأفاد الرئيس الفرنسي أن أحد أهدافه في سوريا "نزع قدرة النظام على شن هجمات كيميائية"، لكنه كرر انه يريد كذلك تجنب "التصعيد". وأكد أن "فرنسا لن تسمح بأي حال بأي تصعيد أو أي شيء من شأنه أن يخل باستقرار المنطقة، ولكن لا يمكن أن نسمح لأنظمة تعتقد أن بوسعها التصرف دون عقاب أن تنتهك القانون الدولي بأبشع طريقة ممكنة". وستعلن فرنسا ردها على الهجوم "في الأيام المقبلة" بالتنسيق مع شركائها الأميركيين والبريطانيين كما قال الثلاثاء، مؤكدا علنا أنه ينوي "ضرب القدرات الكيميائية التي يملكها النظام" السوري. قال مكتب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنها ناقشت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس الهجوم المزعوم بالغاز السام على مدينة دوما في الغوطة الشرقية بسوريا. وعبرت ميركل في محادثة هاتفية مع ماكرون عن قلقها من تراجع قدرة المجتمع الدولي على فرض الحظر على استخدام الأسلحة الكيماوية.
مشاركة :