في آخر فعاليات مهرجان جواثى الثقافي الخامس استضاف نادي الأحساء الأدبي فضيلة الشيخ صالح المغامسي في حديث حول نشأته الأدبية وفي أمسية أدارها فضيلة الشيخ عبد الباقي الشيخ مبارك، وقد تحدث فيها عن الشيخ المغامسي عن طفولته منذ الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية، ذاكرًا أنه لم يكن له موجهًا يوجهه في ما يقرأ وماذا يقرأ؟ واعتبر المغامسي هذا الأمر من نعم الله عليه، لأنه أخذ في قراءة كل شيء في علوم الدين والأدب وعلوم اللغة، وقد ذكر الشيخ المغامسي تأسفه على بعض الناس الذي يهتم بعلوم الآلة أكثر من اهتمامه بعلم الغاية، وقد ضرب على ذلك مثالا سمعه من معالي وزير المعارف السابق الدكتور أحمد الرشيد الذي دخل على معلم في أحد الصفوف وكان درسه الحديث النبوي وقد استغرق أغلب وقت الحصة الدراسية في التعريف بالصحابي ولما جاء وقت الحديث عن حديث رسول الله كان الكلام مقتضبًا، وبطبيعة الحال إن المقصود في درس الحديث هو حديث رسول الله وليس التعريف بالصحابي الجليل. وذكر المغامسي أنه لم يأتِ إلى القرآن الكريم لأنه لا يتقن إلا هذا الأمر بل جاء إليه وهو يتقن الكثير من العلوم، وذكر أنه حينما أراد إكمال دراسته أقنعه أحدهم أن يكملها في إحدى العلوم الإنسانية في أمريكا ولم حطت رجله في أمريكا انتبه أنه سيترك القرآن الكريم وتفسيره لعلم آخر فقرر العودة إلى الوطن والرجوع إلى مسجده وتفسير القرآن الكريم. ومن ذكرياته الأدبية أنه حينما قتل السادات ونقلت الجامعة العربية إلى تونس في تلك الفترة، وجاء ذكرى احتفال تأسيس الجامعة العربية حضر نزار قباني هذه الذكرى وألقى قصيدة في ذم مصر، مما جعله يغضب فترة من نزار الذي يعشقه والذي يملك جُلَّ دواوينه – وهي الممنوعة في تلك الفترة – ولكنها كانت تصل إليه بطريقة “ما”. وذكر المغامسي أنه لم يكن ذلك الشخص المتميز في الدراسة بل لم يحصل على درجة ممتاز إلا مرة واحدة في المعهد العلمي الثانوي في مادة الحديث وحينما رآها قال لزملائه يبدو أن معلم الحديث أخطأ في رصد الدرجات لي. ولهذا الأمر أيضًا ولأنه كان منشغلا كثيرًا في قراءة القرآن الكريم وتفسيره لم يستطع إنجاز رسالة الماجستير في جامعة الملك سعود. وطوي قيده مع مرور السنين. وفي ختام الأمسية التي حضرها جمع كبير من المحبين للشيخ، سلم رئيس مجلس إدارة النادي درعًا تكريميًا للشيخ صالح المغامسي.
مشاركة :