قال الشاعر والكاتب المصري فاروق جويدة أن تجربته الأدبية تتسم بالحياء بعكس تجربة نزار قباني التي صبغتها روح الانطلاق والانفتاح نظرًا لاختلاف البيئة التي عاش فيها كل منهما. ولفت جويدة إلى أن السمة السائدة في شعره هي الحزن والحنين، مضيفا أن الحزن جزء من مكونات الشخصية المصرية وإنه أكثر شفافية وأعمق إحساسًا. جاء ذلك في الأمسية الأدبية التي نظمتها وزارة الثقافة المصرية وحل جويدة ضيفا فيها للمرة الثانية خلال مسيرته مساء يوم الأحد الماضي، ورفض جويدة خلال تواجده انتقاد وزارة الثقافة المصرية معللًا ذلك بأن الفترة التي تمر بها مصر شديدة الحساسية وتحتاج إلى التكاتف ودعم الرئيس وتتطلب العمل أكثر من الكلام. وأكد جويدة استمرار التباين بين المثقف والسياسي نظرًا لطبيعة المثقف الذي يحلم بالتغيير وتجديد الحلم بعد الآخر، والسياسي الذي يعايش الواقع ويتخذ القرار، منبهًا أن المجتمع المصري تعرّض لحالة من التجريف على مدار العقود الثلاثة الماضية. ودعا إلى مزيد من النظر لوسائل التكنولوجيا الحديثة التي سمحت بعبور الكثير من الإنتاج الأدبي دون تقييم ومراجعة. وأعاد جويدة التذكير بحديثه مع الموسيقار محمد عبدالوهاب حول مستقبل الفن، حيث قال له عبدالوهاب: «أخاف أن يأتي يوم نترّحم فيه على موسيقى أحمد عدوية». واستنكر جويدة خلال حديثه الدور الذي يلعبه الإعلام خلال المرحلة الحالية داعيًا إلى مزيد من الانضباط وإعلاء مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وجدّد دعوته إلى المثقفين لمزيد من التنسيق والتعاون لإحياء المورث الثقافي العربي، لمواجهة حالة الانهيار التي يشهدها فضلا عن عبور المنتجات الثقافية السلبية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تخلو من التقيم والمتابعة.
مشاركة :