قال الشاعر :إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةفإن فساد الرأي أن تتردداقال تعالى في كتابه العزيز (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ولكن الملاحظ على ردود القراء الكرام تعليقا على مقال الأمس بعنوان (بين إعلان الفاشينستات وإعلان المحجبات ياقلبي لاتحزن !!) كانت خالية من الحكمة والموعظة الحسنة وبعيدة كل البعد عن كتاب الله وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كانت عنيفة طغت عليها الشخصانية وتميزت بالسخرية والألفاظ البذيئة والشتائم والفجور في الخصومة فهي كما يقول المثل (كل إناء بما فيه ينضح) . اتسمت الردود في شيء من التجني وخلط الحابل بالنابل فأنا لم أتطرق من قريب أو بعيد لمشروعية الحجاب إن كان فرض أو سنة وقد تطرق لذلك الزميل عبدالله الهدلق حيث كان عنوان مقاله الذي نشر في نفس اليوم هو (تغطية رأس المرأة وشعرها ليس فريضة إسلامية) فهو قد حسم الأمر من العنوان ولكن أنا شخصيا لا أتجرأ على الإفتاء لأني لست رجل دين عنده من العلم الشرعي مايمكنه من الإفتاء لأن ليس كل رجل دين مفتٍ وأنا اعترضت في المقال ليس على الحجاب ولكن على توقيت توزيع الإعلان عن حملة الحجاب بما يسمى (حجابي تحلو به حياتي) وقلت أن التوقيت ليس بريئا لأنه جاء بعد خطبة الجمعة المثيرة للجدل التي ربط فيها الخطيب بين السفور والانحلال الخلقي وأنه بدل أن تعتذر وزارة الأوقاف للنساء السافرات عما بدر من إساءة إليهن تعمدت الوزارة الإساءة بشكل أوسع وإرضاء التيار الذي يسيئ للسافرات وهو تصرف غير موفق من الوزارة . أيضا الملاحظ أن القراء الكرام انصبت تعليقاتهم وانتقاداتهم على قضية الحجاب ونسوا تماما القضية الأخرى التي طرحتها وهي قضية الفاشينستات وكأنها مقبولة لديهم لأن المثل يقول (السكوت علامة الرضا) وهذا يؤكد على جهل المجتمع وعدم وعيه بخطورة هذه القضية التي تشكل خطورة على سلوك الجيل الحالي والأجيال القادمة وأيضا يؤكد أن ملامح فكر الصحوة الذي يقوده تنظيم الإخوان المسلمين واضح في ردود القراء الذين يلتزمون بتعاليم الجماعة فهم يريدون أن يظهروا كاتب المقال في حالة عداء للإسلام وهو ما يتميز فيه الفكر التكفيري.هناك من القراء من يعتقد أن دين البلد الإسلام ولذلك النظام إسلامي وهذا غير صحيح فنحن نعيش في دولة مدنية يحكمها الدستور الذي تنص المادة الثانية فيه على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر من مصادر التشريع وليس المصدر الوحيد للتشريع فهناك مصادر أخرى وقد حاول التيار الديني من خلال نوابه في مجلس الأمة تعديل المادة الثانية من الدستور إلا أنه فشل لأن التعديل يشترط موافقة أمير البلاد وهو ماتعذر الحصول عليه والدستور كفل حرية التعبير ولم يفرض الحجاب واعتبره حرية شخصية ومن المفيد القول أنه قبل ظهور فكر الصحوة لم يكن هناك حجاب ومن درس في جامعة الكويت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي يتذكر أن غالبية الطالبات سفور بدون حجاب فلم يكن هناك فكر متشدد يمارس الإرهاب الفكري. هناك صفة يطلقها أصحاب فكر الصحوة وأتباعهم على كل من يختلف معه أنه ليبرالي وهناك جمعية لأصحاب هذا الفكر وأنا لست منهم فأنا كما لاحظ القارئ الكريم أنني ضد الإباحية والظواهر السلبية وأنا أعتبر نفسي مسلما ملتزما بتعاليم الإسلام المتمثلة في الحديث الشريف (بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ،وصوم رمضان، وحج البيت) فلا أحد يزايد على التزامي بتعاليم الإسلام ولكني لا أنتمي لفكر الصحوة والفكر المتشدد الذي لايمت للإسلام بصلة والإسلام العظيم بريء منه. ختاما أقول أني أجرؤ على الكلام ولا أخاف في الله لومة لائم وأنا في حقيقة الأمر أنتقد بشدة النائب صفاء الهاشم التي تراجعت عن موقفها وغيرت كلامها ولكني مقتنع بكل ماورد في مقالي المثير للجدل ولن أتراجع أو أغير في مواقفي لأني صاحب مبدأ وأنا ثابت على المبادئ التي أؤمن بها مهما بلغت التضحيات وسوف أقول الحق إذا سمحت قوانين البلد بذلك لأن(الساكت عن الحق شيطان أخرس) .أحمد بودستور
مشاركة :