إنّ التبيّن وعدم التسرّع في الحكم على الآخرين، هو مطلب شرعيّ وعقليّ، وقد حذّر الله عزّ وجلّ من ذلك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} ابتلي كثير من الناس، بالتسرع والحكم على الآخرين، فأحكامنا على الناس في معظمها لا تعتمد على حقائق واقعية، بل اعتمادها على مؤشرات ودلائل سطحية، فقد يحكم البعض على شخص من خلال صورته الشخصية أو من خلال رأي أطراف أخرى فيه اخي القارئي وهي للعبرة إنك لم تشقق قلوب الآخرين حتى تحكم عليهم بكذا وكذا ولكن كلها قد تكون معطيات غير دقيقة في الحكم على أي إنسان نراه لأول وهلة، إذًا لا نستطيع الحكم عليه إلا من خلال ما يقوم به من تصرفات وأعمال، وما يظهر بشكل جلي على أخلاقه وأمانته وانفعالاته، ومحافظته على عباداته، وما يقوم به من إصلاح بين الناس، أو ما يقوم به من تحريش وتفريق. نعم خطأ فادح يقع فيه البعض، هو التسرع بإبداء الرأي والحكم على أفعال الآخرين، من غير التعرف جيداً على ظروفهم، فكم من الأشخاص ظُلموا لأن من حولهم قاموا بإطلاق الأحكام السلبية من غير التعمق في الأسباب التي دفعتهم لبعض التصرفات..وأُذكر في مقالي هذا أن سوء الظن كاللغم الذي يدمر العلاقات بين الأفراد، ويُفجِّر الصلات بين المجتمع، ويفكك الروابط الجميلة بين العائلات، ويبلد الحس العاطفي بين الناس. لذا، دعونا نحسن الظن بالآخرين،فإذاً لا تعلم أبدًا ما هي النوايا الحقيقية للأشخاص تجاهك منه شر ومنه خير لاتحكم على كتاب من مجرد غلافه الخارجي قد تراه احيانا جميل ولكن لاتعلم مايحتوي بداخله هكذا هم بعض البشر كفانا الله شرهم.. فليس أريح للقلب في هذه الحياة، ولا أسعد للنفس من حسن الظن، فبه ينجو من أذى الخواطر التي تؤذي النفس وتكدر الخاطر. *همسة* أَحسن بنا الظنَّ فإنّا فيك نُحسنُه. إن القلوبَ بحُسنِ الظنِّ تنسجمُ. والمُس لنا العُذر في قولٍ وفي عملٍ. نلمسُ لك العُذرَ إن زلتْ بك القدمُ. لا تجعل الشك يبني فيك مسكنَه. إنّ الحياةَ بسوءِ الظنِّ تنهدِمُ.
مشاركة :