القاهرة: «الخليج» أصدرت د. آيات ريان، كتابها «فلسفة الموسيقى وعلاقتها بالفنون الجميلة»، ويدور محوره حول التفكير الفلسفي الجمالي في فن الموسيقى، ومحاولة التوصل إلى دلالاته، وأسراره، والتعرف إلى الاتجاهات الفلسفية المختلفة في تفسير طبيعته، وقيمته، ووظيفته، وأثره في المتلقي، وينتمي هذا الكتاب إلى البحث الفلسفي المسمى بفلسفة الجمال، أو علم الجمال، أو فلسفة الفن.والواقع كما تؤكد المؤلفة أن التفكير في فلسفة الجمال، أو علم الجمال قد نشأ قديماً منذ العصر اليوناني حين بحث أفلاطون في فكرة الجمال وانتهى إلى أنها مثال خالد في «عالم المثل»، وحين بحث أرسطو في الجمال انتهى إلى أنه نوع من المحاكاة، وإن كانت محاكاة لما ينبغي أن يكون، ثم ظل البحث في الجمال بعد ذلك مستمراً في تاريخ الفلسفة ومرتبطاً بالتأملات الميتافيزيقية. وقد تشكلت فلسفة الموسيقى عبر العصور، بداية من أفلاطون، من خلال انشغال الفلاسفة والمفكرين، بالنظر في طبيعة الأنغام والمقامات الموسيقية، وقيمتها النفسية والأخلاقية والتربوية، وفي علاقة الموسيقى بالشعر، وفي التفكير فيها كنموذج للجمال التجريدي، وهل تستطيع الموسيقى أن تعبر بوسائلها الخاصة، من دون الاعتماد على الكلمات الشعرية؟ كما تساءلوا: كيف يستجيب المستمع للموسيقى، وهل يتدخل العقل في ذلك، أم ينفعل بحسه، وشعوره فقط؟ واستمر الجدل من أفلاطون حتى القرن الثامن عشر حول هذه القضايا.وبحلول القرن التاسع عشر، العصر الرومانتيكي الموسيقي، شهد هذا العصر إعلاء شأن الموسيقى الآلية «الموسيقى البحتة»، وظهور مدى قدرتها على الاستقلال في التعبير، وفي الوقت نفسه زخر هذا القرن بالفلسفات الموسيقية التي بحثت في معنى الموسيقى وطبيعتها وقيمتها وعلاقتها بالفنون الجمالية الأخرى، ورتبتها بين تلك الفنون، ما دفع المؤلف لتركيز موضوع الكتاب في هذا العصر.يتضمن الكتاب عرضاً للفلسفات عند أبرز فلاسفة القرن التاسع عشر: هيجل، وشوبنهاور، ونيتشه، وتهتم المؤلفة أيضاً بالمشكلات الجمالية للموسيقى، وأهمها الخلاف بين نظرية فاجنر الجمالية في الأوبرا، ونظرية هانزلك الجمالية في الموسيقى، حول قدرة الموسيقى على الاستقلال في التعبير حين أنكر فاجنر استقلال الموسيقى، بينما دافع هانزلك عن هذا الاستقلال.
مشاركة :