الإعلام الرياضي المفترى عليه

  • 11/23/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تتزايد، هذه الأيام، الدعوات «الفارغة» إلى نبذ التعصب الرياضي، والذي غالبا ما يتم إرجاع أسبابه إلى الإعلام الرياضي دونما تفكيك لمكوناته الحقيقية. كمراقب عام، ظل المتهم الأول في هذه القضية ــ وعلى مدى عقود ــ الصحافة الرياضية، وأنا هنا أخالف هذا الرأي، فانفتاح الإعلام الرياضي ودخول الفضائيات وأدوات التواصل الإعلامي على الخط لم يغير شيئا من الأمر كما كان يفترض، بل زاد الطين بلة، وهو ما يؤشر إلى أن الإشكالية لا تكمن في الصحافة أو حتى الإعلام الجديد، وإنما في الثقافة الحاضنة. في اعتقادي أننا نقلب الهرم، فليس بالضرورة أن يكون هذا الإعلام (المتعصب) جانيا، وإنما قد يكون جانيا ومجنيا عليه في الوقت نفسه. فالثقافة الشعبية، ومنذ قرر ابن خلدون في تنظيره المبكر لعلم السياسة والاجتماع أن العصبية هي الأساس في الولاءات، وهي ثقافة طافحه بالنبذ والإقصاء، وبطبيعة الحال فإن الإعلامي ينشأ في كنف هذه الحاضنة منذ صغره، وعندما يحمل القلم أو الميكرفون ليس بوسعه إلا أن يكون صورة صادقه لهذا المجتمع، وإن حاول إخفاء ذلك حسب الضرورات أو المعايير المهنية السائدة، خلاف أن الإعلام يريد أن يساير الركب ويرضي المزاج الشعبي؛ لأنه يعكس الحالة الاجتماعية دونما قصد، وبالتالي فمن الصعوبة عزله عن سياقه الشعبي إذا ما أريد له أن يكون إعلاما تفاعليا مقروءا أو مسموعا. أجزم بأن مثل هذه الدعوات «الطوباية» لن يكون لها قيمه تذكر، وهؤلاء لم يأتوكم من عطارد أو زحل، وإنما يعكسون حقيقة مشاعركم التي تتنكرون لها عندما تكون ضدكم فقط، بل على العكس من ذلك أعتقد أن هذا الإعلام الرياضي يحتاج إلى «حبة خشم» قياسا بغيره، وإذا ما أردت اختبار هذه المقولة، فما عليك سوى تحرير بعض المفردات والنصوص القبلية أو المذهبية لترى التعصب الحقيقي على أصوله.

مشاركة :