التطوّرات الجيوسياسية تلقي بظلالها على الأسواق

  • 4/15/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ربط خبراء ومحللون بأسواق مال تحركات الأسهم المحلية، خلال تداولات الأسبوع الجاري بالتطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، بعدما نفذت القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية ضربات جوية ضد سوريا. وأضاف خبراء ومحللون استطلع «البيان الاقتصادي» آراءهم، أن معنويات المستثمرين قد تتأثر بالأوضاع المتوترة في المنطقة لكن من المتوقع أن تهدأ الأمور سريعاً وتعاود الأسواق نشاطها لا سيما مع وصول غالبية الأسهم إلى مستويات سعرية جاذبة، يتوجب معها الشراء والتجميع في المديين القريب والمتوسط. وأكدوا أن الأسواق الإماراتية تستند إلى أسس متينة قوية ولديها عدة محفزات إيجابية من المتوقع أن تدفعها نحو الصعود في الفترة المقبلة مع ترقب نتائج الربع الأول من العام الجاري إلى جانب قوة ومتانة الاقتصاد الإماراتي مقارنة بنظائرها في المنطقة واحتلال الإمارات مراكز متقدمة على مستوى العالم في كافة المجالات. وفى تداولات الأسبوع الماضي، ارتفع سوق دبي بنسبة 0.36% أو ما يعادل 11.03 نقطة ليستقر عند 3094.4 نقطة مدعوماً بمكاسب سهم «دبي الإسلامي» و«إعمار العقارية»، بينما فقد سوق أبوظبي نحو 35.5 نقطة أو ما نسبته 0.76% ليغلق عند 4653.03 نقطة بضغط تراجع أسهم الاتصالات والعقار والطاقة. معنويات وقال محمد الأعصر، مدير إدارة البحوث لدى شركة «أمان» للخدمات المالية، إن التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة من المتوقع أن تلقي بظلال سلبية على معنويات المستثمرين في كافة الأسواق العربية وأيضاً العالمية خلال الأسبوع الجاري. وذكر أن مخاوف المستثمرين من الأوضاع المتوترة في المنطقة سرعان ما ستتلاشى وستنجح الأسواق في استرداد عافيتها ونشاطها قبل نهاية الأسبوع الحالي بالتزامن مع بدء موسم إعلان الشركات عن نتائجها وسط توقعات بأرباح جيدة. ويرى الأعصر أن تأثر الأسواق المحلية بالأوضاع الملتهبة في المنطقة أمر طبيعي خصوصاً بعد أن ظهرت آثار المخاوف أيضاً في الأسواق العالمية منذ الأسبوع الماضي ما دفع النفط للصعود بالغاً أعلى مستوياته منذ نحو ثلاث سنوات، كما أيضاً تأثرت عملتا الدولار والروبل بشكل سلبي جراء هذا الصراع حول الأوضاع داخل الشرق الأوسط. ضغوط من جانبه، قال المحلل المالي وخبير أسواق المال عمرو حسين، إن الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية ستتعرض من دون لشك لبعض الضغوط خلال الأسبوع الجاري من جراء التوترات الدائرة في المنطقة خصوصاً بعد الضربات الجوية ضد سوريا أمس. وأضاف: إن الضغوط ستطال كافة أسواق المنطقة في ظل تضرر معنويات المستثمرين ومخاوفهم من أن تؤثر التوترات القائمة على استثماراتهم في الأسهم، لكنه توقع في الوقت نفسه أن تنجح الأسواق في التعافي والارتداد صعوداً قبل نهاية الأسبوع الحالي. وبين أن جميع العوامل المحيطة بالأسواق في الوقت الراهن إيجابية لا سيما مع التوقعات الإيجابية بشأن نتائج الربع الأول إضافة إلى الأداء القوي للاقتصاد الوطني وكذلك استقرار أسعار النفط عند مستويات مرتفعة. وطالب بضرورة العمل مع كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية المسؤولة عن الأسواق على زيادة الوعي والثقافة الاستثمارية لدى صغار المستثمرين. نتائج وقال المحلل المالي وضاح الطه، عضو المجلس الاستشاري الوطني بمعهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار في الإمارات، إن الأسواق المحلية أظهرت ارتداداً إيجابياً في تداولات الأسبوع الماضي، لكنها قد تتأثر خلال الأسبوع الحالي بالتوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة. وبين الطه أن الأسواق المحلية ستستوعب التوترات الجيوسياسية، مشيراً إلى وجود فرص جيدة في الأسواق مع وصول غالبية الأسهم إلى مستويات سعرية جاذبة، ومن المتوقع أن ترتد بشكل إيجابي في الفترة المقبلة بالتزامن مع بداية موسم نتائج الربع الأول واستمرار تعافي النفط بعد تجاوزه حاجز 72 دولاراً للبرميل. انكماش وقالت المحللة الفنية منى مصطفى عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، إن الأسواق المحلية والعربية عموماً ستظل رهن التطورات الجيوسياسية، التي تشهدها المنطقة والتي قد تثير مخاوف المستثمرين في أسواق الأسهم ما قد يدفعهم لعمليات بيع عشوائية ويؤدي إلى انكماش رؤوس الأموال في أسواق المال. وأضافت منى أن هناك ترقباً بشكل عام في الأسواق المحلية لنتائج الربع الأول والمتوقع أن تسهم في إعادة النشاط للأسواق وزيادة مستويات السيولة المتدنية التي أثرت بشكل واضح على وضع الأسواق في الفترة الماضية، مشيرة إلى أن غالبية الأسهم الإماراتية تتداول حالياً بالقرب من مناطق دعم رئيسية مع وصول غالبيتها إلى مستويات سعرية جاذبة للشراء والتجميع على المديين القريب والمتوسط. وأوضحت منى أن مؤشر سوق دبي أغلق مرتفعاً الأسبوع الماضي وسط تحركات عرضية بالقرب من مستويات الدعم الرئيسية وتحسن طفيف بمؤشر القوى النسبية بالرغم من استمرار ضعف السيولة، مشيرة إلى أن أداء السوق سيظل رهن تعافي السيولة وظهور محفزات إيجابية تدفعه لاختراق نقاط المقاومة ولكن دون ذلك قد ندخل في حركة تجميعية قبل الارتداد، حيث ما زالت لم تظهر إشارات الانتهاء من الاتجاه الهابط قصير الأجل الحالي، إذ إن المؤشر لدية دعم عند 3055 – 3000 نقطة ومقاومة عند 3150 – 3200 نقطة. أداء توقعت منى مصطفى دخول مؤشر سوق أبوظبي في حركة عرضية قد تنتهي بموجة من جني الأرباح حال عدم ظهور مشتر جديد، يستطيع اختراق منطقة المقاومة الرئيسية، وهو مستبعد خلال الجلسات القليلة المقبلة خاصة مع استمرار تدني مستويات السيولة وانتظار ظهور محفزات جديدة، مشيرة إلى أن المؤشر لدية مقاومة عند 4725 - 4778 نقطة على أن يكون الدعم عند 4600 /‏‏‏4570 نقطة.

مشاركة :