أحمد ناصر | يعرض في الكويت فيلم «دوائر الخطر» إخراج وتأليف عبدالله السلمان وبطولة عبدالله بهمن وسلطان الفرج وعبدالله العتيبي ونواف النجم، لا ينكر أحد أن السلمان هو عرّاب أعمال الأكشن في الكويت والخليج العربي، وأول من أدخل هذا الفن الجميل في الدراما والسينما الخليجية، ولكن مع هذا السبق في هذا المجال.. بدا فيلم «دوائر الخطر» أحدث أفلامه، وكأنه أول فيلم يقوم بإخراجه، بسبب الأخطاء الفنية التي احتواها والتي تعتبر أخطاء بدائية لا يقع فيها مخرج مبتدئ. خطأ فني يحكي الفيلم قصة جريمة وقعت في أحد البيوت لرجل أعمال شاب، وسعي ضابطين من المباحث للكشف عن القاتل، القصة بداية مستهلكة كثيرا، ولكن يشفع لها أن الفن الكويتي لم يقدمها كثيرا، أحداث القصة كما جاءت في الفيلم وقعت خلال أكثر من عشرة أيام، ومع ذلك لم يتعب المخرج نفسه ويغير ثياب الممثلين.. عبدالله بهمن بقي في «التي شيرت» لمدة عشرة أيام وربما أكثر، وسلطان الفرج ظل بثيابه نفسها؛ الجينز والتي شيرت الأسود أكثر من عشرة أيام.. حتى السكرتيرة لم تغير ثيابها خلال هذه الفترة الطويلة، في العرف السينمائي هذا خطأ فني إلا إذا كان له هدف في هذا، ولم يظهر في الفيلم أن هناك سببا لعدم تغيير ملابسهم، فليس من المعقول أن تبقى السكرتيرة عشرة أيام في الدوام ولا تعود إلى البيت. تقنية صنع الحوادث والمطاردات في السينما أصبحت سهلة اليوم وفي متناول الجميع، وموضوع إغلاق الشارع من قبل وزارة الداخلية لتصوير المطاردات صار شيئا قديما، يفترض أن تحدث المطاردات وسط السيارات وفي الزحمة، ويمكن صنع هذه المطاردة داخل الاستديو وبسهولة كبيرة.. باستخدام محركات ديناميكية تصنعها كراجات سيارات في الشويخ، بدلا من إغلاق الشارع بدوريات الشرطة وإشغال وزارة الداخلية بتصوير الفيلم. اختيار غير مهني بيت الشاب التاجر لا يوحي بأنه يسكن لوحده، طاولة الطعام لستة أشخاص والمبنى ثلاثة طوابق تقريبا.. وهو أعزب ويعيش لوحده، فنيا.. يقلل هذا الموضوع من تفاعل الجمهور مع قصة الفيلم ولا يعكس ذكاء الإنتاج فيه، بل شعرت شخصيا بأن اختيار البيت كان سريعا وغير مهني، وبعد فترة وجيزة من التحقيق ربما يوم واحد، تنفس بهمن بعمق وقال «خيوط القضية مشربكة ومعقدة!» مع أنه لم يفعل سوى استجواب ثلاثة أشخاص! عندما ظهر والد خطيبة الضحية كان يرتدي ربطة عنق، وعندما تم استجوابه في التحقيق ظهر بلون آخر كما ظهر لي على الشاشة، مع أنه وفق أحداث القصة لم يذهب إلى مكان آخر عندما اتصل به «المباحث» وطلبوا حضوره، وفي استجواب مسؤول الشيكات في شركة الضحية، كان يجلس تارة وسط الكنبة، وتارة أخرى على طرفها، ثم يعود إلى وسطها وبعدها إلى الطرف.. المشهد كان بدائيا للغاية، وتفسير ذلك عندي أن المخرج كان يصور بكاميرا واحدة، مع أن الكاميرات عالية الجودة الآن أصبحت لا تكلف أكثر من 300 دينار كويتي وصغيرة الحجم ويمكن أن توضع في أي مكان ولا يراها المشاهدون، أما مكتب مدير الشركة فكأنه مكتب رئيس قسم. بداية القضية كانت هناك رسالة وجدها المباحثيون في بيت الضحية، وابتدأت خيوط التحقيق منها.. ثم فجأة توقف الكلام عنها وكأنها لم تكن ضمن سير أحداث الفيلم، أين ذهبت ومن الذي كتبها وما دورها في القصة والأحداث؟! هذه الأخطاء البدائية يمكن أن تقبلها من مخرج مبتدئ، أما مخرج قدم عددا من الأفلام السينمائية خلال سنوات قليلة مضت، فمن المفترض أن يكون أكثر تمرسا في الموضوع.
مشاركة :